الخضر الخميسى
ليست الأزمة السورية وحدها هي التي تطلق خيال المراقبين الدوليين حول احتمالات نشوب الحرب العالمية الثالثة وإنما هناك عوامل أخري قد لا يلتفت إليها بعض من يحركون قطع الشطرنج علي مسرح السياسة الدولية ومن بين أهم هذه العوامل ما يتعلق باحتمال استمرار انهيار أسعار البترول والتداعيات الكارثية التي قد تجعل من الدول المنتجة للطاقة دولا تتسول لقمة العيش ويضطر أهلها للانضمام لقوافل اللاجئين التي تهاجم الشواطيء الأوروبية هربا من الحروب والنزاعات الأهلية التي ستنجم تلقائيا عن انهيار اقتصادي لدول لا تملك بدائل اقتصادية للطاقة.
والحقيقة أن تصريحات ديمتري مدفيديف رئيس الوزراء الروسي الأخيرة التي حذر منها من احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة في حال تدخل قوات أجنبية في الحرب الدائرة علي الأرض السورية ينبغي أن تؤخذ علي مأخذ الجد خصوصا في ظل إحساس موسكو بأنها أنجزت الكثير بتدخلها العسكري في سوريا ومن ثم فإنها مستعدة للحفاظ علي هذا الإنجاز بأي ثمن ممكن رغم بروز إشارات لا تخطئها العين بأن أمريكا لن تدخل في صدام مع روسيا من أجل حلفائها الإقليميين الذين ينتوون التدخل في سوريا.
ويعزز من إصرار روسيا علي المضي إلي نهاية الشوط في سوريا أن موسكو ألمحت أكثر من مرة إلي أهمية العراق في الاستراتيجية السوفيتية الجديدة وبما يعني أن انتقال روسيا إلي العراق بعد إنجاز المهمة في سوريا أمر وارد الاحتمال تحت ذات الراية التي رفعتها في سوريا برضاء أمريكي أوروبي من أجل تدمير تنظيم داعش.
ولا شك أن روسيا تسعي لاستثمار بعض مظاهر التفكك الأوروبي الذي برزت ملامحه في رغبة بريطانيا للانسحاب من البيت الأوروبي وفي الانقسام الأوروبي الحاد بشأن كيفية التعامل مع أزمة اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط وإفريقيا لحصد كثير من المكاسب علي رقعة المنطقة.
وفي ظل انشغال أمريكا بانتخابات الرئاسة وحيرة أوروبا في التعامل مع الخطر المتزايد لمشكلة اللاجئين يبقي حديث مدفيديف عن الحرب العالمية الثالثة مجرد تهديد تكتيكي مرحليا دون أن ينسف احتمالية نشوب الحرب الكونية مع أي خطأ في الحساب مستقبلا !.
خير الكلام:
<< إذا رأيت نيوب الليث بارزة.. فلا تظنن أن الليث يبتسم!.
قسم جراحة العظام بكلية الطب جامعة الأزهر بدمياط الجديده ينجح
فى 30 أبريل 2021
اكتب تعليقك