20:00 - 14 مارس 2016

1560752_1730741937169784_7849154240860828453_n
الخضر الخميسى

ليست الأزمة السورية وحدها هي التي تطلق خيال المراقبين الدوليين حول احتمالات نشوب الحرب العالمية الثالثة وإنما هناك عوامل أخري قد لا يلتفت إليها بعض من يحركون قطع الشطرنج علي مسرح السياسة الدولية ومن بين أهم هذه العوامل ما يتعلق باحتمال استمرار انهيار أسعار البترول والتداعيات الكارثية التي قد تجعل من الدول المنتجة للطاقة دولا تتسول لقمة العيش ويضطر أهلها للانضمام لقوافل اللاجئين التي تهاجم الشواطيء الأوروبية هربا من الحروب والنزاعات الأهلية التي ستنجم تلقائيا عن انهيار اقتصادي لدول لا تملك بدائل اقتصادية للطاقة.

والحقيقة أن تصريحات ديمتري مدفيديف رئيس الوزراء الروسي الأخيرة التي حذر منها من احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة في حال تدخل قوات أجنبية في الحرب الدائرة علي الأرض السورية ينبغي أن تؤخذ علي مأخذ الجد خصوصا في ظل إحساس موسكو بأنها أنجزت الكثير بتدخلها العسكري في سوريا ومن ثم فإنها مستعدة للحفاظ علي هذا الإنجاز بأي ثمن ممكن رغم بروز إشارات لا تخطئها العين بأن أمريكا لن تدخل في صدام مع روسيا من أجل حلفائها الإقليميين الذين ينتوون التدخل في سوريا.

ويعزز من إصرار روسيا علي المضي إلي نهاية الشوط في سوريا أن موسكو ألمحت أكثر من مرة إلي أهمية العراق في الاستراتيجية السوفيتية الجديدة وبما يعني أن انتقال روسيا إلي العراق بعد إنجاز المهمة في سوريا أمر وارد الاحتمال تحت ذات الراية التي رفعتها في سوريا برضاء أمريكي أوروبي من أجل تدمير تنظيم داعش.

ولا شك أن روسيا تسعي لاستثمار بعض مظاهر التفكك الأوروبي الذي برزت ملامحه في رغبة بريطانيا للانسحاب من البيت الأوروبي وفي الانقسام الأوروبي الحاد بشأن كيفية التعامل مع أزمة اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط وإفريقيا لحصد كثير من المكاسب علي رقعة المنطقة.

وفي ظل انشغال أمريكا بانتخابات الرئاسة وحيرة أوروبا في التعامل مع الخطر المتزايد لمشكلة اللاجئين يبقي حديث مدفيديف عن الحرب العالمية الثالثة مجرد تهديد تكتيكي مرحليا دون أن ينسف احتمالية نشوب الحرب الكونية مع أي خطأ في الحساب مستقبلا !.

خير الكلام:

<< إذا رأيت نيوب الليث بارزة.. فلا تظنن أن الليث يبتسم!.

شارك الموضوع