الدكتور محمد شومان
****
الإمام علاء الدين محمد بن أحمد السمرقندي المتوفى سنة 539هـ فقيه حنفي ألف كتاب ( تحفة الفقهاء ) في ثلاث مجلدات ، وكانت ابنته فاطمة من أجمل النساء ، وكانت لها عناية فائقة بالفقه ، حتى إنها حفظت التحفة التي ألفها والدها ، ولقد طلبها بعض الملوك فأبى والدها أن يزوجها أحدا منهم .
حتى قدم إلى حلب عَلَاء الدّين أَبُو بكر بن مسْعُود بن أَحْمد الكاساني ، فلزم الإمام السمرقندي وقرأ عليه معظم تصانيفه .
ثم قام بشرح ( تحفة الفقهاء ) في كتابه المشهور ( بدائع الصنائع ) ولما قرأه الإمام السمرقندي أعجب به غاية الإعجاب ، فزوجه ابنته فاطمة وجعل مهرها هذا الكتاب .
وهذه هي التي يقول عنها الفقهاء : شرح تحفته وتزوج ابنته
حُكي عنها أنها كانت ملمة بالمذهب الحنفي إلماما تاما ، حتى إن زوجها ربما حدث له وهم في الفتيا فترده إلى الصواب وتعرِّفه سبب الخطأ ، وكانت لها شان عظيم بالإفتاء .
كانت فتوى والدها تخرج بتوقيعه وتوقيعها وذلك قبل زواجها ، فلما تزوجت كانت الفتوى تخرج بتوقيعها وتوقيع أبيها وزوجها .
من مآثرها أنها اول من سنت إفطارا للفقهاء ، كانت لها أساور باعتها وجعلت منها هذا الإفطار الجماعي للفقهاء ببلدتها .
ولذلك كان زوجها يحترمها ويبالغ في إكرامها ، ومن مظاهر إكرامه لها أنه كان لا يبرم أمرا دون مشورتها ، وكان لا يخالفها في شيئ أبدا .
وفي يوم طلبت من زوجها العودة إلى بلده ، فلما علم الملك نور الدين محمود استدعاه وسأله عن سبب عزمه الرحيل عن حلب ، فأخبره أنه لا يقدر على مخالفة زوجته وابنة شيخه الفقيهة فاطمة ، فرأى الملك بموافقة زوجها أن يرسل إليها رسالة مع أحد الخدم يطلب منها الإقامة في حلب ، فلما وصل الخادم احتجبت منه ولم تكلمه ، وأرسلت إلى زوجها تقول له : بعُدَ عهدك بالفقه إلى هذا الحد ؟؟!! أما تعلم أنه لا يحل أن ينظر إليَّ هذا الخادم ؟! وأي فرق بينه وبين الرجال في جواز النظر ؟؟!!
فعاد الخادم وذكر ذلك للملك بحضرة زوجها ، فأرسلوا إليها امرأة برسالة الملك ، فوافقت وبقيت في حلب حتى وفاتها .
ماتت سنة 582هـ ودفنت بحلب .
ولم ينقطع زوجها عن زيارة قبرها كل جمعة حتى توفاه الله بعدها بخمس سنوات 587هـ
فاللهم ارض عن علمائنا وأبناهم واجعلنا على دربهم
قسم جراحة العظام بكلية الطب جامعة الأزهر بدمياط الجديده ينجح
فى 30 أبريل 2021
اكتب تعليقك