12:59 - 06 يونيو 2016

13312670_250252645342609_4127746425147460252_n
بقلم : ريهام محمود
يا بنى : تتسابق الكلمات ، وتتدافع الموضوعات حين أريد أن أسطر لك ، فأشعر أن حيز هذه الرسالة قد لا يتسع لما أريد قوله ، فآثرت أن أشير إلى أهمه ، تنبيهاً وتلميحاً ، والحرُ تكفيه الإشارة .
يا بنى : تحوم هذه الرسالة حول البر وحقيقته ، فأرعنى سمعك ، وحكم عقلك .
يا بنى : ها انت بلغت سن التكليف ، فأصبحت رجلاً مسؤولاً عن أعمالك ، ومحسب ومجزى عليها .
يا بنى : إن بلوغك يعنى أنك أصبحت مخاطباً بسائر التكالليف الشرعية .
يا بنى : طالما سمعت أن الله قرن حق الوالدين بحقه { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}
إن هذا وحده يا بنى كافِ فى تعظيم حق الوالدين وعلو شأنهما .
يا بنى : لم يأمر الله بالذل إلا للوالدين{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }
يا بنى : الجهاد ذروة سنام الإسلام وتحديث النفس به شرط للبراءة من النفاق ، ومع ذلك فإذن الوالدين شرط للمشاركة فى الجهاد ، فقد استأذن رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الجهاد فقال : أحى والداك؟ قال : نعم ، قال :” ففيهما فجاهد “متفق عليه .
يا بنى : يبلغ حق الوالدين درجة لا تسقط معها الصلة حتى ولو كان مشركان } وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا } .
يا بنى : أتدرى من أحق الناس بحسن صحابتك ؟ سأل رجل هذا السؤال النبى صلى الله عليه وسلم قائلاً : من أحق الناس بحسن صحابتى ؟ قال :” أمك” قال : ثم من؟ قال :”أمك: قال : ثم من ؟ قال : “أمك” قال ثم من ؟ قال:”أبوك”.
يا بنى : كم يحتل أصدقاؤك من مكانة فى قلبك تستوجب قائمة كبيرة من التضحية ، والإيثار والمجاملة ؟ ولكن ألا تعلم يا بنى أن أمك وأباك أحق الناس بحسن صحابتك .
يا بنى : أتريد رضا الله عز وجل فهو مرتبط برضا الوالد فيقول صلى الله عليه وسلم :” رضا الرب فى رضا الوالد وسخط الرب فى سخط الوالد “.
يا بنى : أعرفت الآن أن البر ينتج لصاحبه رضا الله ، ودخول الجنة وإجابة الدعاء !
يا بنى : لقد أتبع الله العقوق والعصيان بالشرك به } قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا{ يربط الله العقوق بالشرك به ويدرجه ضمن قائمة أكبر الكبائر .

شارك الموضوع