15:16 - 22 أبريل 2016

12688359_10153398063733506_8459738702085432884_n

رزقنا على الله
قصة قصيرة للكاتبين الأمريكيين لورانس تريت ، تشارلز م. بلوتز

ترجمة: أ. د. أحمد شفيق الخطيب
قسم اللغة الإنجليزية – كلية اللغات والترجمة – جامعة الأزهر

*****************************

سجن الولاية

3 إبريل

***
عزيزتي جودي:

لقد مرت سنة كاملة الآن، سنة طويلة كاملة بدونك. ولكنني كنت ومازلت سجينا حسن السلوك أبتعد عن المتاعب كما تبتعد القطة عن الماء. ويقول الجميع إنني سوف يتم الإفراج عني في إبريل القادم، وهذا وقت طويل يكفي لزرع محصول. لذلك استمري في نشاطك أنت والعم آيك. الشيء الوحيد الذي يقلقني هو أنني لم أرك منذ فترة طويلة جدا. لماذا ؟ ماذا حدث؟
يا جودي ؛ أرجو ألا أكون قد ارتكبت أي خطأ. كل ما فعلته هو أنني قمت بقيادة تلك السيارة. لم أكن أعرف أن لديهم مسدسات وأصابع متلهفة على العمل، بل لم أكن حتى أعرفهم جيدا. لقد كانا فقط شخصين من المدينة يتسكعان حول بار وأخذت في الحديث معهما وحدث أن أخبرتهما أنني كنت بطل سباق سيارات مقاطعة هادلي. لقد تفاخرت قليلا ربما. ولابد أنني أخبرتهما أنه كان يمكنني أن أقود سيارة أعلى أحد جانبي حائط وأنزل بها على الجانب الآخر ، وأنهم إذا أرادوا أن يروا كم كنت ماهرا ، فلماذا لا يأتيان ويريا . وهذا هو ما فعلاه.
ربما كنت غبيا قليلا ولكن عندما وافقا على أن يدفعا لي في التو واللحظة لكي آخذهما إلى البنك في اليوم التالي ، ثم إلى التلال الخلفية حيث لم تكن هناك أي طرق ، وهو ما قالا إنهما يريدان أن يفعلاه لمجرد متعة عمله ـ حسنا كل ما فعلته هو أنني سألت كم ستدفعان. وعندما أخبراني كدت أفقد وعيي لأنه كان تقريبا المبلغ نفسه الذي كنا نحتاجه لكي نرفع الرهن. وفكرت في أن النقود هي النقود وأنهما لو كانا سيأخذان الكثير منها من البنك، فلماذا لا يكونان كريمين أما ما لم أعرفه فهو أنهما لم يكن لهما حساب هناك.
لذلك أظن أنني كنت غبيا حقا. ولكن سواء كنت غبيا أم لا فقد كنت سعيد الحظ بالتأكيد لأنني لو كنت قد لازمت هذين الرجلين أكثر من ذلك ، لكنت قد قُتلت أنا أيضا ولكنهما دفعا لي لكي آخذهما خارج المدينة وأصعد بهما إلى التلال وبعد أن فعلت ذلك انطلقت وعدت إليك مباشرة.
وعندما سمع آيك الخبر من الراديو عرف فورا أنني كنت الشخص الذي كان أمام عجلـة القيادة. إذ لم يكن هناك شخص آخر يستطيع أن يسبق رجال الشرطة وأن يتفوق على ذكائهم سواي ، وأعتقد أنني كان يمكن أن أبتعد حتى أصل إلى المكسيك أو حتى الصين إذا أردت ذلك ، وإذا لم تتمكن الطائرات من العثور عليَّ مثلما فَعَلَتْ مع الرجلين. ولكنني قمت بعمل ما تقاضيت أجرا عنه ، لذلك فإنني عدت إلى حيث أنتمي. ولو كانا قد أخذا خمسين ألفا مثلما قالت الصحف أو مليونا فأنا لا أعرف. فقد كنت أنتظر في الخارج في السيارة وكل النقود التي رأيتها هي ما أعطيتها لك. وكما قلتُ، كنت قد حصلت عليها في اليوم السابق ولم تتم سرقتها من البنك. ليس من هذا البنك على أي حال.
وأخذ المأمور في استجوابي عن مكان النقود المسروقة. وفي نهاية الأمر لقي لصا البنك مصرعهما دون أي أثر للنقود ولم يكن أمام المأمور إلا أنا. مجرد مزارع ساذج مسكين ذي مهارة في التعامل مع السيارات.
ولكنني لا أريد إزعاجك بكل هذا. إنني أشعر بوحدة حقيقية بدونك كما قلت. لذلك متى تحضرين لزيارتي ؟ وكيف حالك وحال آيك والمزرعة ؟
زوجك المحب
وولت

******************
ر . ف. د. 2 ، هادلي*
10 إبريل

***

عزيزي وولت:
تلقيت خطابك والسبب في أنني لم أحضر لزيارتك هو أنني فقط لا أملك المال اللازم للرحلة. وبالإضافة إلى ذلك فإنه عليَّ أن أقوم بجميع أعمال البيت الآن. والعم آيك يرقد من الروماتيزم مرة أخرى ويقول دكتور سوندرز إنه لن يقوم ويتحرك إلا بعد أن يأتي الربيع الدافئ وهذا لا يحتمل أن يحدث قبل مايو. وعندما يشعر آيك بالمرض فإنه يريدني أن أتواجد بجانبه طوال الوقت وكل ما يفعله هو الشكوى ويقول لي إن كل شخص يحاول استغلالي. لقد حاول حتى مطاردة جورج عندما حضر جورج في سيارته الجديدة يعرض عليَّ نزهة فيها. وأنا بالفعل كنت محتاجة إلى الابتعاد عن المزرعة بعض الوقت.
لقد كان جورج لطيفا جدا معي أيضا. وكان يريد أن يعرف كيف كنت أدبر أموري بدونك وإذا ما كنت أفتقدك كثيرا. حسنا فَمَنْ كان هناك سوى آيك؟ وأخبرته بصراحة بأننا كنا عرضة لأن نفقد المزرعة إلا إذا دفعنا قسط الرهن وهل يمكنني دفعه إلا بعد حصد المحصول؟ وقلت إنه بعد ترقية جورج إلى نائب رئيس البنك ربما استطاع أن يفعل شيئا ، فقال إنه سوف يرى ما يمكنه عمله وكان هذا هو كل ما وصلنا إليه تقريبا. على أية حال قد كان شيئا لطيفا الابتعاد عن آيك فترة من الوقت ، خاصة عندما أخذني جورج إلى العشاء في ذلك المطعم الجديد في قلب المدينة.
يا وولت، كم كنت أتمنى لو كنت من العاملين في بنك أنت أيضا.
زوجتك المحبة
جودي

***************

سجن الولاية
15 إبريل

***

عزيزتي جودي:
أعرف أن الأمر صعب عليك وأنه مع وجود آيك فإن الأمر يزداد سوءا. فهو سريع الغضب حتى وهو على ما يرام ولكن عندما يصيبه الألم فإنه يكفي لكي يجعل صبر قديس ينفد. ولكن الله الرحيم سوف يتولانا يا جودي، وأنا أعرف ما أقوله.
بخصوص جورج وتأجيل البنك ـ فلابد من كتابة كل شيء. لذلك عندما ترينه في المرة القادمة اسأليه عن روثي واتكينز التي عرفت عنها من شخص هنا اسمه إرني تيلور. وإرني عمله بيع الخطابات. وكما يقول ، لو كانت عندي بقرة أو مكيال من القمح فإنني أستطيع أن أبيعه ، أليس كذلك ؟ فلماذا إذن لا يمكنه هو أن يبيع الخطابات ؟
وأنا وإرني على علاقة طيبة لأننا نحن الاثنين بريئان. وما كان ينبغي أن نكون هنا. ولكن طالما نحن هنا فإننا نتحدث عن بعض الأمور وحدث أن ذكر إرني بعض الخطابات التي وقعت في يده والتي كتبها جورج لروث واتكينز هذه. لذلك ربما كان من الأفضل أن تذكريها لجورج في المرة القادمة التي ترينه فيها.
زوجك المحب
وولت

*******************
22 إبريل

***

عزيزي وولت:
لقد أخذني جورج لتناول العشاء في الخارج مرة أخرى وتحدثنا عن أشياء كثيرة. وكما قلت لي فقد ذكرت روثي واتكينز ثم قلت له عن الرهن وأنه لابد من كتابته. وفي اليوم التالي مباشرة تلقيت خطابا من البنك يعدني بالتأجيل حتى الربيع ولكنني لا أعرف ما الذي سوف نستفيده من هذا. لأنني في المرة التالية التي خرجت فيها مع جورج ، شرب آيك من الخمر الذي نصنعه في البيت وبعد ذلك خطرت له فكرة أن يركب الجرار. وهذا هو ما فعله حتى وصل إلى تلك الحفرة الكبيرة في الجانب الغربي. ولكن آيك لم يُصب بشدة ، فقط كدمة أو اثنتان يستجم منهما ، ولكن ينبغي أن ترى ما تبقى من الجرار. إذن كيف أدفع قسط الرهن في الخريف دون أن يكون هناك محصول آت ؟ وإذا لم أدفع فلن تكون عندنا مزرعة.
إنني متعبة يا وولت. إنني متعبة للغاية وقد طفح بي الكيل لقد قلت إن الله الرحيم سوف يتولانا ـ ولكن كيف ؟ كيف ؟
زوجتك المحبة
جودي

**********************

 

سجن الولاية
28 إبريل

***
عزيزتي جودي:
لابد من أن تصبري كما قلت لك وإذا صبرت حقا فإن الله سوف يتولانا. لأنه أتى إليَّ في حلم وقال لي إن هناك شيئا مدفونا في الحقل الجنوبي يمكنه أن يحل مشاكلنا. لذلك أخبري آيك أن يتغلب على الروماتيزم. قولي له إن أمامي سنة واحدة فقط في السجن ثم سوف أحضر وأُخرج هذا الشيء من الحقل الجنوبي وبعد ذلك فإن كل شيء سوف يكون على ما يرام.
زوجك المحب
وولت

**************

 

 

ر . ف . د . 2 ، هادلي
4 مايو

***
عزيزي وولت:
لا أعرف كيف أخبرك بهذا ولكني أعتقد أنني سوف أحكيه بالطريقة التي حدث بها.
أنت تعرف كم يكره آيك القانون منذ جاءوا وأخذوك. لذلك فعندما ظهر المأمور ومعه ستة من الجنود أمس الأول، حاول آيك مطاردتهم. فنهض من الفراش وجرى في جميع أنحاء المكان وهو يبحث عن بندقيته. ولكنني كنت قد خبأتها. ثم صاح فيهم وأخذ يسبهم بجميع أنواع السباب ثم أمسكوه في النهاية وربطوه لفترة ، لذلك فإنه لم ير ما فعلوه. لقد عاد إلى نشاطه مرة أخرى، كل هذا الجري وراء الجنود خفف عنه بعض الشيء والآن هو على ما يرام مثلما كان. ولكنني لا أعرف من أجل أي شيء جاء المأمور ولن تتخيل أبدا ما فعله هؤلاء الجنود.

يا وولت، لقد ذهبوا إلى الحقل الجنوبي وقضى الجنود الستة اليوم بأكمله وهم يحفرون ثم حضروا مرة أخرى في اليوم التالي واستمروا في الحفر حتى حفروا تقريبا كل شبر في هذا الحقل. ولم أر في حياتي ستة رجال يبدون بمثل هذا التعب وقد أصابهم الجنون بالفعل. وسألتهم الكثير من الأسئلة وقال واحد منهم ـ وأعتقد أنه أتى طوال الطريق من السجن ـ إن كل خطاباتك تتم قراءتها. يا وولتر ، لماذا قال ذلك ؟
زوجتك المحبة
جودي

*********************

 

سجن الولاية
7 مايو

***
عزيزتي جودي:
الآن ازرعي.
زوجك المحب
وولت

قائلا : هجبلك حقك

فى 09 مارس 2020

حجر الذكرى

فى 31 يوليو 2019

شارك الموضوع