كتبت د/ عبير شاورى
عزيزى ولى الأمر المقهور يا من تبحث لطفلك عن مكان تحت شمس العلم فى هذا الوطن هذه الرسالة الأولى اوجهها إليك علك تساعد فى حل مشكلة طفلك واطفال الآخرين وسط هذا الزخم حول موضوع تطوير المناهج والباقة الجديدة وتطوير العملية التعليمية وانتشالها من براثن التخلف والجهل ، ولنبدأ بمصارحة انفسنا كأولياء أمور ونحاول الإجابة على هذا السؤال … ترى كم من الوقت تستطيع ان تجلس مع طفلك تحاول ان تشرح له كيف يكتب حرف الواو او يكتب الهمزة او كيف يستطيع ان يميز بين التاء المربوطة والتاء المفتوحة وكيف يميز الألف من الألف اللينة او متى يضع همزة فوق الحرف ومتى تكون تحت الحرف… هل تذكرت معى كيف عانى معك معلمك حين كنت فى هذه المرحلة … ولتتذكر معى كيف كنت تحب هذا المعلم وكيف كنت تحترمه وتخشاه ودعنى اسألك سؤال انا اعلم اجابته جيدا … هل تعرضت يوما ما للضرب من احد المعلمين وما هو رد فعل والدك اذا كنت ذهبت له باكيا حين ضربك المعلم ، ودعينى اتذكر معك عزيزتى الأم هل اوقفتك يوما ما احدى المعلمات وسألتك عن الزى المدرسى او قالت لك او لغيرك انه قصير أوضيق أو مفتوح أو لونه غير مناسب … وما هو رد فعل الطالبة المخالفة لقواعد المدرسة … بل دعينى أسأل هل ذهبت يوما ما للمدرسة وأنت تضعى على وجهك مساحيق التجميل ؟ بل هل واتتك الجرأة والشجاعة للوقوف أمام معلمتك لترمقيها بنظرات نارية وانت تمسحى جسدها ببصرك من أعلى إلى أسفل ومن أسفل إلى أعلى إذا قامت بتوبيخك أو حتى ضربك ، هل وقفت أمامها يوما لتقولى لها أنا حرة ؟
حسناَ أعتقد أن إجابتكم أنتما الإثنان _ الأم والأب_ تفسر الكثير وتشرح الكثير .
نعم لم تكن هناك دروس خصوصية وفى المقابل كان عدد التلاميذ داخل الفصل يتراوح بين35 و45 على أسوأ تقدير ، وقبل ان تقول ان مدرسى الدروس الخصوصية يشرحون فى مجموعات تتخطى المائة طالب سوف أجيب عليك قائلة ان مدرسى الدروس الخصوصية يطردون الطلاب متى شاءوا وكيفما شاءوا ووقتما شاءوا ويذهب لهم ولى الأمر يسترضيهم ويتوسل اليهم بقبول إبنه وربما يأخذ معه واسطة للمدرس حتى يقبل إبنه فى المجموعة وبالتالى أنت كولى أمر تجبر إبنك على الجلوس والإنصات للمدرس فى الدرس وتعاقبه بنفسك ولا تمتعض أو تعترض إذا عاقبه مدرس الدرس بل ربما تطلب منه أن يعاقب إبنك بينما تفعل العكس تماما مع مدرس المدرسة ودائما تفترض فيه سوء النية وأنه يعاقب إبنك لأنه لا يأخذ درس لديه،بالرغم من أنه ليس كل المعلمين يقوموا بإعطاء دروس بل نسبة ضئيلة جدا منهم هى تلك الأسماء المعروفة التى تقوم بهذا الأمر وتستنزف موارد الأسرة .
ثم نأتى لمسألة الحضور والغياب داخل المدرسة و هو أمر جد خطير لقد اصبح وجود الطلاب داخل المدرسة شئ غريب واصبح الطبيعى تواجدهم فى مراكز الدروس الخصوصية اكثر من المدارس وما يتبع ذلك من مهازل وكوارث، فهم اطفال تم الإلقاء بهم فى الشارع يتنقلون من درس فى مركز فى هذا الشارع وبعد انتهاء الدرس ينتقلون إلى مكان آخر فى شارع آخر واثناء انتقالهم لا مانع من تبادل السباب البذئ(لغة الشارع)أو تبادل السجائر او الجلوس لبعض الوقت على المقاهى وشرب الشيشة والمعسل وغيره ( وما خفى كان اعظم) – ويستوى فى هذا الأمر الأولاد والبنات- وانت يا عزيزى ولى الأمر لاتعلم شيئا بالمرة عن هذا الأمر، والسؤال هنا هل من الممكن ان يحدث ذلك داخل المدرسة ؟
عزيزى ولى الأمر ، عزيزتى الأم هل يمكنكما ان تقفا لحظات للتفكير فى كل هذه الأمور، هل يمكنكم حل هذه المعضلة ؟
هل الصواب ان نلغى التعليم داخل المدارس ونكتفى بمراكز الدروس الخصوصية ام الصواب ان نحاول معا ايجاد حل يعيد للمدارس قيمتها و دورها فى العملية التعليمية والتربوية ؟
سأحاول الإجابة عن بعض هذه التساؤلات فى الرسالة الثانية.
كان زمان
فى 17 سبتمبر 2021
اكتب تعليقك