كتب .. نبيل بدر
نعيش في صراع بين أناقة الروح التي أهملناها ، وأناقة الجسد التي أتلفت مفاهيم الجمال في حياتنا ، فقد مضت حقبة من الزمن قد يكون بعضنا عاش جزءا بسيط منها ، وقد أثّرت هذة الفترة الزمنية البسيطة على حياة من عاش فيها ، ونعم بخيرها من قيم ومبادئ وأخلاق دون نفاق أو رياء اوكذب أو تغيّر معالم الحقيقة ، وهم من إذا ضاقت بنا الدنيا نلتجئ إليهم بعد الله – سبحانه وتعالى – ؛ لنأخذ منهم الحكمة والمشورة فى التصرف ، ونخرج من جلستهم فى وضع افضل من الراحة النفسية و، كأننا جلسنا مع طبيب نفسىّ فى جلسة علاج. فقد تغيّر الواقع الذي نعيش فيه كثيرا ، إلى ما يشبة الوهم والخيال ، فلقد أصبحت هناك وجوه ملونة بكل ألوان الزيف ؛ فالجمال فى الوجه اصبح ليس جمال البشرة ولكن جمال الميكب ، بالإضافة الى الأحاسيس والمشاعر التي تتغير حسب ما يتوافق مع المصالح فى العمل ، وعندما تتحدث مع أحد منهم يقول الدنيا تغيرت ، وأصبحنا فى عصر السرعة والتكنولوجيا ، اى تكنولوجيا يتحدثون عنها ؟ هذه التى لا تستطيع تصنيع جهاز واحد يقوم بعمل كامل لأحد أعضاء الجسم وليكن الكبد أو الكلى اوغيره من الأعضاء ، الآن اصبحت فى حيرة مع من أظل وأستمر مع الحقيقة ، والواقع الذى فى النهاية يعود الجميع إليه أم مع الوهم والخيال المزيف الذى مهما طالت مدتة يندثر وينتهى مثل العطر قصير الأنفاس عندما نستمتع برائحته ، ففى بدايته يكون نفاذا ؛ وبمرور الوقت ؛ تتطاير نسماته ويتلاشى ، أصبحنا نتزيّن من أجل من نقابلهم خارج البيت سواء كانوا أصدقاء أو زملاء عمل ، و أيّ مكان سنقضى فيه وقتا للترفيه ، ولا نتزين لمن هم اهل لذلك ومن لهم حق فيه ، ولا اقصد التزيّن باللبس والميكب فقط ، ولكن الجمال الذي أعنيه يشمل جمال شامل من رقة الحديث وجاذبية الفكر ، ونعيب على الزمان ونقول قد تغير للاسف الزمان ، والزمان لم يتغير ؛ فمازال الليل ليلا والنهار نهار ا ،ولكن نحن من قلبنا موازين الحياة ؛فأصبحنا فى يقظة طوال الليل ، وفى نوم طوال النهار فلم نعطى لكل عضو خلقة الله سبحانه و تعالى بداخلنا حقه ، بل اغتصبنا حقة ، اى اصبحنا ظالمين لما بداخلنا ، فما بالك بمن يتعامل معنا ؟؟ ! فبأى حق نطالب بالعدل ونحن لم نعدل فى أقرب جزء بداخلنا ،انتبهوا يا سادة لو تغيّر الليل والنهار بالفعل ؛ لأسدلنا ستائر الحياة ، وبلغنا نهاية الحياة ونردد في حسرة : كان زمان
كان زمان
فى 17 سبتمبر 2021
اكتب تعليقك