21:12 - 07 سبتمبر 2018

 

كتبت / نورا سويدان

يري بعض الناس الأمور بميزان مذدوج فهم يرون ما لهم من الحقوق وينسون أو يتناسون ما عليهم من واجبات ولا يعرفون الحق لغيرهم
والشخصية التي تحمل بداخلها معايير مذدوجة وقيم متضاربة هي شخصية غير سوية شخصية أنانية لٱ تري سوي غيرها ولا تسعي إلا إلي مصلحتها الخاصة
وللأسف الشديد ما أكثر هذه الشخصيات بيننا الآن من يريد أن يأخذ ولا يفكر أبدا في العطاء
من ينتقد الآخرين ولا يري في نفسه عيبا، من يبحث عن حقوقه ولا يقوم بآداء واجباته
وهذا التناقض والتضارب في القيم والمعايير سوف يدنو بنا إلي الهاوية دون أن ننتبه
فكيف لجيلا لٱ يري،عيوبه ولا يعترف بأخطائه ولا يحمل نفسه أية مسؤلية فيما وصلنا إليه الآن من تدهور في كافة المجالات وعلي جميع المستويات أن يكون لديه القدرة علي البناء والتعمير والتطوير والتقدم في،شتي المجالات
كيف لهذا الجيل أن يبني وطن وهو لٱ يشعر بالإنتماء إليه
لأن فكرة الوطن لديه هو ما تقدمه الدوله من خدمات وحقوق يجب أن يتمتع بها في حين أنه لٱ يفكر مطلقا ماذا قدم هو من أجل وطنه ، لقد أختزلنا فكرة الوطن في،الأخذ لٱ العطاء، السهولة لٱ التضحية، الرفاهية لٱ العناء
ولكن الوطن هو كل متكامل بشقيه السلبي والإيجابي، الخطأ والصواب وعلينا أن نتقبله كما هو ليس ذلك فقط وإنما يجب أن نسعي من أجل القضاء علي هذه السلبيات وتدارك تلك الأخطاء والعمل علي حل المشكلات التي تواجهنا مهما كانت الصعوبات ومهما تباطئت الحكومات
فيجب علينا أن نبدأ بأنفسنا
فإنني علي يقين تام بأن التغيير يبدأ من داخلنا نحن المواطنين أصحاب هذآ الوطن فالحكومات تأتي وترحل ولكن الوطن باق ما بقيت الحياة
والدليل علي ذلك قوله تعالي ” إن •اللّـہ̣̥ لٱ يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ” فبالرغم من قدرة •اللّـہ̣̥ تعالي علي إحداث التغيير كيفما شاء ووقتما شاء وهو الذي يقول للشئ كن فيكون إلا أنه سبحانه وتعالي قد اشترط حدوث التغيير مـِْن عندالله إلا أن يقوم الإنسان بتغيير نفسه أولا
فليبدأ كلا منا بنفسه أولا ولنتخلص من هذه الإذدواجيه في تعاملاتنا ونتحلي بالقيم الحميدة وأهم ما يجب أن نتحلي به صفة العطاء فهي مـِْن أجمل وأعظم وأرقي،الصفات فكلنا قادرون علي بذل العطاء فالعطاء ليس فقط مالا وإنما الإبتسامة في وجه أخيك عطاء ، كلمة طيبة تبعث الأمل في النفوس عطاء ، نصيحة تقدمها لمن يحتاجها عطاء
أشياء كثيرة قد تبدو بسيطة ولكن لـٍهآ أثر كبير علي حياة الآخرين وفي نفوسهم
وللعطاء شعور عظيم فلا تحرموا أنفسكم هذآ الشعور
ولابد من أن نعيد النظر في موضوع الإذدواجية وتضارب القيم في حياتنا حتي تستقيم جميع أمورنا

كلنا مسؤول…

فى 12 أبريل 2020

شارك الموضوع