بقلم أحمد عليان .
تضرب العلاقات المصريه السودانيه بجذورها في أعماق التاريخ .إذ يربط بين البلدين الشقيقين تاريخا مشتركاً وتداخلاً في العلاقات الإنسانيه والثقافيه والدينيه بين شعبي البلدين يعزز هذا الإرتباط ذلك النهر الخالد ومياهه الطاهره . وحدة وادي النيل هو شعار ناضل من أجله الشعبين الشقيقين منذ فتوحات محمد علي والتي ضمنت نهر النيل من المنبع إلي المصب مما جعل الشعبين يعيشان في بوتقه واحده . ظلت السودان لفترات طويله ومازالت إمتداداً طبيعياً لمصر . تعايشت مع قضاياه وتفاعلت مع أحداثه . ولا ننسي موقف المهدي الكبير في مقايضة القائد البريطاني في الخرطوم يوما ما . وإطلاق سراحه مقابل إعادة أحمد عرابي من منفاه بسيريلانكا إلي القاهره .كانت هذه هي الروح ولكن :
– تأرجحت العلاقات المصريه السودانيه صعوداً وهبوطاً وفقاً لهوي حكامها علي مدار تاريخها وطبيعة التدخلات الأجنبيه .والضغوط الخارجيه . وتلعب دائماً القوي الخارجيه وقوي الشر دورا كبيرا في تصاعد هذه الأزمات .
– مرت العلاقات السودانيه المصريه بمنعطفات صعبه خصوصا في فترات حكم عبدالله خليل . والفريق ابراهيم عبود وفترة الحكم الديمقراطي بقيادة جعفر نميري .
أضاف السودان إلي قاموس العلوم السياسيه تجربتين عمليتين في العصيان المدني . أسقطت بالأولي حكم الفريق عبود عام 1964 بينما تكلفت الثانيه بالإطاحه بالنميري عام 1985 .
– ومصر طوال تاريخها تعطي هذا الدرس ببطولاتها في التصدي والتغيير والتحدي للأنظمه التي لاتعبر عن إرادتها . بداية من شجرة الدر وبونابرت والانجليز والعدوان الثلاثي والملك فاروق وحتي قيامهم بثورتين عظيمتين أطاحتا بنظامين مختلفين .
لم ينتبه الكثيرون من حكام مصر إلي سيكولوجية الشعب السوداني هذا الشعب الطيب الذي أعاد الثقه إلي عبد الناصر بعد نكسة 67 بجماهيره التي احتشدت بشوارع الخرطوم أثناء القمه العربيه الطارئه .ودعمهم لشعاره (ما أخذ بالقوه لايسترد إلا بالقوه ) .
الجبهه الإسلاميه الحاكمه في السودان كان لها دور تجاه سياسات مصر داخلياً وعربياً ودولياً من خلال تحفظها الصامت علي مواقف كثيره تخص القاهره وإتخاذ مواقف سلبيه تجاه مطالب القاهره بخصوص سد النهضه الإثيوبي .. فضلاً عن ملف حلايب وشلاتين تلك الشوكه في جسد العلاقه بين الأشقاء ودائما هو ملف إثارة الفتنه .والذي يخيل لنظام البشير – وهو مخطئ بالتأكيد – أنه يملك مستندات قانونيه تؤيد موقفه وأحقية بلاده بمثلث حلايب . ونسي أن لدينا مستندات تؤكد أن السودان مصريه .. وأنه لو تم عمل إستفتاء شعبي سوداني للإنضمام والإتحاد مع مصر سيكون هناك إكتساح شعبي لهذا الإستفتاء . ولكن أصبحت عادة السودان الذي ضحي بنصف دولته . تاركها للتقسيم دون مبالاه .عندما تزيد الضغوط في الداخل من معارضيه وشعبه لضعف هذا النظام ..
يفتعل الأزمه للحيلوله دون الإطاحه به ولعل زيارة الشيخه موزه القطريه رأس الأفعي وأم الإرهاب في الوطن العربي هي السبب الأول والمباشر في تصاعد الأزمه قامت بهذا التصرف الأخير والسيناريو الفاشل لدعم النظام الحالي بالسودان لأنه مؤيد ومنفذا للأوامر خشية سقوطه لإيجادته نظرية الإستقواء بالخارج.ضماناً لبقائه لأن من مصلحة مصر والسودان أن يحكم نظام قوي .. أضف إلي ذلك انشاء مراكز لتدريب المتطرفين والإرهابيين علي الحدود مع مصر بحجة التنقيب عن الآثار وهذا مارصدته المخابرات والجهات المصريه بالصوت والصوره وهذا ماتم مواجهة النظام السوداني به . مما كان له الأثر في إحتواء الأزمه وعودة السودان لصوابه بعد ضرب الطائرات المجهوله ( البرق الخاطف) لكل المتطرفين والمراكز التي تم زرعها علي الحدود وعقد اجتماع وزراء الخارجيه للبلدين وعودة الأمور للتهدئه من جديد.
قطر تعمل دائماً علي زعزعة استقرار مصر من خلال تمويلها للإرهاب في سيناء والذي فشل أمام نجاح مصر في مواجهته فراحت تلعب علي توتر العلاقات بين الأشقاء وتعكر صفو تلك العلاقات المتينه والراسخه .بمغالطات تاريخيه فادحه وتزوير صارخ للتاريخ والجغرافيا .
يبدوا أن الرئيس السوداني نسي أننا مصر. والتي لم يجد سواها أثناء ملاحقته من المحكمه الجنائيه الدوليه . للإحتماء بها .
#تحيا_مصر #تحيا_السودان. #يسقط_الخونه

كلنا مسؤول…
فى 12 أبريل 2020
مستشار النمسا: إجراءات الحكومة تحقق أهدافها وتحد من انتشار وباء
فى 05 أبريل 2020
البحرية الأمريكية تعلن 155 إصابة كورونا على متن حاملة الطائرات
فى 05 أبريل 2020
اكتب تعليقك