كتب/عادل أبوصيرة:
– يقول الرحيم الغفورفي كتابه( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )
– نـفـوق بر الوالدين في زمن العقوق!!!
– في احد الايام,كنت واحد الاصدقاء نزورأحدي المستشفيات ودور المسنين من باب(حمد الله علي الصحه-وادخال السرورعليهم-وزيارة مريض)فوجدنا الاتي:-
– أحد المرضى شد انتباهنا بنظراته رجل يبلغ التسعين من العمر سلمت عليه وإذ أنه أعمى لا يرى قال لي : أريد منك طلباً,قلت له أمرك ياحج.قال : والله منذ ثلاثة أيام وأنا جائع,قلت له : ألا يطعمونك هنا؟قال لي : لا أحب طعامهم ولا أشتهيه,فقلت له : ماذا تريد أن أحضر لك؟قال لي : أشتهي الخبزفذهبت واشتريت خبزاً وماءً وعصيراً وبعض المعلبات والمرطبات.
– وحين عودتي أخذ مني الخبزوتناوله بشهية وهويبتسم و يقول لي :الله مااحلي الخبز,فسألته طالباً منه المعذرة على سؤالي : ألا يوجد لديك أبناء ؟
– فطأطأ رأسه قليلاً ثم رفعه وعيونه تدمع وهويقول : نعم عندي أبناء وهم عشرة,ستة أولاد وأربعة بنات لكنهم كبروا وتزوجوا وكل ذهب في حاله وتركوني في بيتي كان يأتي علي الشتاء فأتجمد من البرد أنادي وأصرخ من الألم لكن لاأحد عندي.
– وفي يوم من الأيام جائني أرحم أولادي بي قال : يا أبي ستترك هذا المكان ففرحت ظناًُ مني أنه سيأخذني لأعيش معه وأنه رتب لي غرفة في بيته والله كدت أطير من الفرح فقلت له : رضي الله عليك ياولدي ومشينا واذا به يعطيني ورقة قلت له : ماهذا يا ولدي ؟
– قال : إجلس هنا وانتظر حتى ينادوا على إسمك هذا هو المكان الذي سترتاح فيه وتريحنا جميعاً سيهتمون بك لأننا مشغولون جداً!!
– جلس هذا الرجل يبكي ويقول لي : أنا عمري تسعون عاماًوفي دار للمسنين وحيداً ماتوقعت يوماً أن يتركوني يا ليتني لم أنجب الأولاد ياليتني كنت عقيماً
قلت له : ألا يزورونك أبداً؟
– قال لي:لقد مضى على وجودي هنا سنتان في كل يوم أتمنى أن يدخلوا علي ويمضي النهار بطوله ولا أحد يطرق بابي
– قلت له : إدعو لهم الله يهديهم -قال : لا ياولدي والله لا أتركهم يوم القيامة” والله لأقف أمام الله خصيماً لهم “وأجهش بالبكاء فقلت له : لا تبكي وأرجوك أن تدعو لهم عسى الله أن يهديهم
– قال لي : ربيتهم كلهم عشرة أبناء ولا يوجد واحد منهم فيه الخيرورفع يديه وقال : ياارب لا تسعدهم في الدنيا ولا في الآخرة (لاحول ولاقوة الا بالله)
-خرجت من الدار وأناأكادانفجرمن الحزن والبكاء, وقررت زيارته كلما سنحت لي الفرصة وفعلاً بعد مدة ذهبت فلم أجده سألت مدير الدار فقال لي : لقد مات!!
– قلت وأولاده :قال إتصلنا عليهم فقالوا لنا غسلوه وإدفنوه فنحن مشغولون!!
……ان الله سبحانه يمهل ولا يهمل. اللهم إجعلنا بارين بهم احياءاً وامواتاً
كان زمان
فى 17 سبتمبر 2021
اكتب تعليقك