محمد فوزى الشهاوى
إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه البشر ولن تستطيع أن تعقد ألسنتهم لكنك تستطيع أن تدفن نقدَهم وتجنبهم بتجافيك لهم وإهمالك لشأنهم، واطراحك لأقوالهم ……
إن كنت تريد أن تكون مقبولاً عند الجميع، محبوباً لدى الكل، سليماً من العيوب عند العالم، فقد طلبت مستحيلاً، وأمَّلت أملاً بعيداً ……..
لا تفجأ إذا أهديت بليداً قلماً فكتب به هجاءك، أو منحت جافياً عصاً يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه فشج بها رأسك، …..
الجميل كاسْمِه، والمعروف كرَسْمِه، والخير كطعمه، أول المستفيدين من إحسان الناس هم المتفضلون بهذا الإسعاد، …..
فإذا طاف بك طائف من همٍّ أو أَلَمَّ بك غم فامنح غيرك معروفاًواسْدِ له جميلاً، تجد الفرج والراحة اعط محروماً، انصر مظلوماً تجد السعادة تغمرك ….
يا من ترهبهم أحلام الفناء يا من يهزهم القلق والخوف هلموا إلى بستان المعروف، تشاغلوا بالغير عطاء إعانة وستجدون السعادة طعماً ولوناً وذوقاً…..
دعها سماوية تجري على قدرلا تفسدنها برأي منك منكوس… سهرت أعين ونامت عيون في شئون تكون أولاتكون…. إن رباً كفاك ما كان بالأمس سيكفيك في غد مايكون …..
إن عمر الدنيا قصير، وكنزها حقير، وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى فمن أصيب هنا كوفئ هناك، ومن تعب هنا ارتاح هناك، ومن افتقر هنا اغتنى هناك، ه…..
إذا الإيمان ضاع فلا حياة ولا دنيا لمن لم يُحْيِ دينا ومن رضي الحياة بغير دين فقد جعل الفناء لها قرينا …..
اللين في الخطاب، البسمة الرائقة على المحيا، هذه حلل منسوجة يرتديها السعداء وهي صفات المؤمن، كالنحلة تأكل طيباً وتصنع طيباً ……
إن اكتساب الأصدقاء فن مدروس يجيده النبلاء الأبرار فهم محفوفون دائما وابدا بهالة من الناس وإن حضروا فالبِشر والأُنس وإن غابوا فالسؤال والدعاء……
إن من الناس من تشرئب لقدومهم الأعناق، وتشخص إلى طلعاتهم الأبصار،؛ لأنهم محبوبون في كلامهم، في أخذهم، في عطائهم،في لقائهم،وفي وداعهم ……
ولا عجب أن يرتاح الذاكرون، فهذا هو الأصل الأصيل؛ لكن العجب العجاب كيف يعيش الغافلون عن ذكره؟ ….
إنك بقدر إكثارك من ذكره ينبسط خاطرك، ويهدأ قلبك، وتسعد نفسك، ويرتاح ضميرك لأن في ذكره معاني التوكل والاعتماد والتفويض وحسن الظن وانتظارالفرج…..
فهو قريبٌ إذا دُعِي، سميعٌ إذا نُودِي، مجيبٌ إذا سُئل، فاضرع واخضع واخشع، وسوف تجد بحوله وقوته السعادة والأمن ….
فعجبا لمن علم ذلك ويحزن
كان زمان
فى 17 سبتمبر 2021
اكتب تعليقك