الحقيقة المزيفة

15:07 - 22 أبريل 2023

كتب .. نبيل بدر
أعجب من أناس تفنّنوا في خداع أنفسهم ويتفننون أكثر في خداع غيرهم ، ويحاول الكثيرون بقدر ما يملكون من إمكانات قلّت أم كثرت ، إقناع من حولهم بعكس ما بداخلهم من حزن إلى سعادة ، وربما من رزيلة إلى قيم ومبادئ ، ومن كذب إلى صدق ، ومن خيانة إلى أمانة ، وفي النهاية تكون حقيقة مزيفة فكلهم يتفنّنون في إبراز عكس ما بداخلهم ، ربما تمنى أحدهم أن يكون تلك الحقيقة ولم يستطع ، فلم يجد سوى السوشيال ميديا وصفحات التواصل الاجتماعي ، والأصدق أن نسمّيها الانفصال الاجتماعي ، فلقد ضاعت وغابت بيننا المشاعر الصادقة والأحاسيس الجميلة والكلمات الطيبة ، والتقاليد الأصيلة التي بها الحياة الحقيقية التي إن غابت فسندفع فاتورة مؤلمة لغيابها ، وسنبحث عنها كما نبحث عن الذهب ، وأخشى أن يأتي يوم تتحول فيها تلك القيم إلى ديناصورات منقرضة ، لم يتبق منها سوى اسمها ، وهذه القيم لا تباع ولا تشترى ، إنها أغلى وأغلى ، ولها شروط ؛ كي تحصل عليها .
ومن هنا تبدأ البداية ومعنى الحكاية ما هي الشروط ؟ وكيف نفهمها وننفذها على أرض الواقع ؟
من هنا يبدأ الإصلاح والصلاح للجميع ، ويصبح الحلم حقيقة والخيال واقعا ، وتصبح الصورة والحقيقة المزيفة صورة وواقعا حقيقيا ، وجميلا ورائعا به كل الصفات الجميلة والرائعة ، فالله من رحمته منحنا كل ما نرجو معرفته من قيم وأخلاق ومبادئ وقيم وأمانة وصدق ومحبة وترابط ، فكلمة السر هي صلتك بالله العلي العظيم ونيتك الطيبة الحسنة ، فمتى تصبح الحقيقة أصيلة ليست مزيفة ربما في الغد القريب……؟؟

شارك الموضوع