
كتب .. نبيل بدر
لماذا نحكم على الحدث ، ونهمل الظروف التي صنعت هذا الحدث ؟
قتل زوجته ، وظلّ بجوار جثتها ليسلّم نفسه .
كلّنا ضدّ القتل حتى لو كان المقتول قطّة .
وتطوف الأسئلة بالبال كسرب من النحل بطنينه المزعج .
لماذا قتلها ؟
ماذا فعلت ليزهق روحها ؟
وماذا جنت يداها ؟
لست أدافع عن القاتل ، ولكن حين تأملّت دوافع القتل ، أحسست أنّ هناك قتلة قتلوه ، ولصوص سرقوه ، وسرعان ما ننسى ونتناسى القصة والقضية التي تشغل الرأي العام في وقت ما ، ونتعاطف مع الضحية ونظلم ونقسو على الفاعل ؟ نعم ، لقد ارتكب جريمته في لحظة غضب وتهور ، ولكن بقليل من التأمل لظروف القاتل نرى قتلة سفكوا دمه ولصوص سرقوا أمواله ، وامرأة استحلّت ماله وتاجرت بعمره وغربته .
هو ابن مجتمعه وابن ظروفه التي دفعته للسفر والرحيل خارج مصر ، قضى سنوات العمر العزيزة في صنع وضع ماديّ مريح له ولأسرته ، وعاد بعد رحيل العمر ؛ ليجد كلّ هذا الحصاد هباء منثورا ، استولت عليه زوجته ليكون لقمة سائغة في فم من لم يتعب ، عاد ليجد حصاد العمر حراما عليه حلالا لزوجة خائنة ،
قتلته ألف مرة قبل أن يقتلها ، وسرقته ، واستولت على حصاد العمر قبل أن يزهق روحها ، بنى لها الجنّة وكرهت له أن يقيم تحت ظلّ شجرة فيها ،
ما أصعب أن تبني بيتا ويحكم عليك من فيه ألا تقيم فيه !
وما أقسى القلوب التي أطعمتها خبز عمرك وفاكهة غربتك حين تحكم عليك ألا مكان لك هنا !
وما أصعب أن تعيش العمر ، تحلم بيوم لقائك بمن أحببت في رغد العيش الهانئ ، وعندما تفتح عينيك تجد قلبك يئن في حقول الشوك !
قتل زوجته ، ولكن أيّ زوجة تلك ؟
قتلته قبل أن يقتلها ، بيت مصاب بالصدمة العاطفية ، يعاني من تجلّط في شرايين الحب ، فعلت به الأنانية ما فعلت ،
وجد نفسه فجأة أمام قاتلته وسارقته وخائنته ، كلّ أفعالها لا يعاقب عليها القانون ، ولكن الله لا تضيع عنده الحقوق .
وفعله الوحيد البشع يعاقب عله القانون ، وترفع العدالة سيف القتل لعنق هذا القاتل .
قتلت رغبته في الحياة ، وسرقت عمره الجميل وشبابه الرائع ، ولما قتلها ، ارتفعت البنادق في وجهه ،
أين كنتم وأنتم ترونها تسرق عمره الغضّ ؟ .
أين كنتم وأنتم ترونها تمتص زيت شبابه وتلتهم ثرواته ؟! .
أيّتها العدالة ، ارفقي بمن تهوّر وأخطأ ؛ فقد يكون للقاتل الواحد ألف قاتل .
لو قام كلّ منّا بدوره ، وعرف ما يعانيه الآخر في الحياة ، ووضع نفسه مكانه ؛ لرحمنا بعضنا بعضنا ، وفى هذه اللحظة سيحاول كل طرف رفع المعاناة عن الآخر ولو بالكلمة أو الابتسامة ، ولن نصل لمرحلة الانتقام فقد رأيت الأخبار تتوالى عن جرائم القتل وأصبح القاتل بجوار جريمته ، لا يحاول الهروب ، فقد وصل لمرحلة النهاية ، ولكنه لا يريد أن يكمل حياته وسط المجتمع ، وينتظر القصاص منه .
هانت عليه نفسه التي كانت أغلى وأثمن .
نعم أخطأ ولكن لماذا .
ذلك السؤال التي قد تكون إجابته بيننا ، ولا نبحث عنها في تصرف أو عادة سيئة في كل كلمة وسلوك تعلمناه من غيرنا ، ولم نفكر في النتائج .
تعلمنا الفشل من الفاشل ، واكتسبنا السوء من الأسوأ ؛ لذلك لابد أن ننتبه وعلينا مراجعة رصيدنا من القيم والمبادئ والأخلاق ، أخلاق الآباء والأجداد
القافلة الطبية الشاملة بالجيزة (( بداية جديدة لبناء الأنسان ))
فى 25 نوفمبر 2024
إطلاق جائزة باشراحيل للإبداع الأدبي
فى 13 نوفمبر 2024
حفل توقيع الأعمال الكاملة للشاعر عبد الله باشراحيل
فى 10 نوفمبر 2024
اكتب تعليقك