22:58 - 07 يناير 2021

كتب .. نبيل بدر
لماذا نحكم على الحدث ، ونهمل الظروف التي صنعت هذا الحدث ؟
قتل زوجته ، وظلّ بجوار جثتها ليسلّم نفسه .
كلّنا ضدّ القتل حتى لو كان المقتول قطّة .
وتطوف الأسئلة بالبال كسرب من النحل بطنينه المزعج .
لماذا قتلها ؟
ماذا فعلت ليزهق روحها ؟
وماذا جنت يداها ؟
لست أدافع عن القاتل ، ولكن حين تأملّت دوافع القتل ، أحسست أنّ هناك قتلة قتلوه ، ولصوص سرقوه ، وسرعان ما ننسى ونتناسى القصة والقضية التي تشغل الرأي العام في وقت ما ، ونتعاطف مع الضحية ونظلم ونقسو على الفاعل ؟ نعم ، لقد ارتكب جريمته في لحظة غضب وتهور ، ولكن بقليل من التأمل لظروف القاتل نرى قتلة سفكوا دمه ولصوص سرقوا أمواله ، وامرأة استحلّت ماله وتاجرت بعمره وغربته .
هو ابن مجتمعه وابن ظروفه التي دفعته للسفر والرحيل خارج مصر ، قضى سنوات العمر العزيزة في صنع وضع ماديّ مريح له ولأسرته ، وعاد بعد رحيل العمر ؛ ليجد كلّ هذا الحصاد هباء منثورا ، استولت عليه زوجته ليكون لقمة سائغة في فم من لم يتعب ، عاد ليجد حصاد العمر حراما عليه حلالا لزوجة خائنة ،
قتلته ألف مرة قبل أن يقتلها ، وسرقته ، واستولت على حصاد العمر قبل أن يزهق روحها ، بنى لها الجنّة وكرهت له أن يقيم تحت ظلّ شجرة فيها ،
ما أصعب أن تبني بيتا ويحكم عليك من فيه ألا تقيم فيه !
وما أقسى القلوب التي أطعمتها خبز عمرك وفاكهة غربتك حين تحكم عليك ألا مكان لك هنا !
وما أصعب أن تعيش العمر ، تحلم بيوم لقائك بمن أحببت في رغد العيش الهانئ ، وعندما تفتح عينيك تجد قلبك يئن في حقول الشوك !
قتل زوجته ، ولكن أيّ زوجة تلك ؟
قتلته قبل أن يقتلها ، بيت مصاب بالصدمة العاطفية ، يعاني من تجلّط في شرايين الحب ، فعلت به الأنانية ما فعلت ،
وجد نفسه فجأة أمام قاتلته وسارقته وخائنته ، كلّ أفعالها لا يعاقب عليها القانون ، ولكن الله لا تضيع عنده الحقوق .
وفعله الوحيد البشع يعاقب عله القانون ، وترفع العدالة سيف القتل لعنق هذا القاتل .
قتلت رغبته في الحياة ، وسرقت عمره الجميل وشبابه الرائع ، ولما قتلها ، ارتفعت البنادق في وجهه ،
أين كنتم وأنتم ترونها تسرق عمره الغضّ ؟ .
أين كنتم وأنتم ترونها تمتص زيت شبابه وتلتهم ثرواته ؟! .
أيّتها العدالة ، ارفقي بمن تهوّر وأخطأ ؛ فقد يكون للقاتل الواحد ألف قاتل .
لو قام كلّ منّا بدوره ، وعرف ما يعانيه الآخر في الحياة ، ووضع نفسه مكانه ؛ لرحمنا بعضنا بعضنا ، وفى هذه اللحظة سيحاول كل طرف رفع المعاناة عن الآخر ولو بالكلمة أو الابتسامة ، ولن نصل لمرحلة الانتقام فقد رأيت الأخبار تتوالى عن جرائم القتل وأصبح القاتل بجوار جريمته ، لا يحاول الهروب ، فقد وصل لمرحلة النهاية ، ولكنه لا يريد أن يكمل حياته وسط المجتمع ، وينتظر القصاص منه .
هانت عليه نفسه التي كانت أغلى وأثمن .
نعم أخطأ ولكن لماذا .
ذلك السؤال التي قد تكون إجابته بيننا ، ولا نبحث عنها في تصرف أو عادة سيئة في كل كلمة وسلوك تعلمناه من غيرنا ، ولم نفكر في النتائج .
تعلمنا الفشل من الفاشل ، واكتسبنا السوء من الأسوأ ؛ لذلك لابد أن ننتبه وعلينا مراجعة رصيدنا من القيم والمبادئ والأخلاق ، أخلاق الآباء والأجداد

‏يورغن كلوب عن آرسنال:

فى 04 فبراير 2024

شارك الموضوع