كارثةومرض أخطر من كورونا

01:13 - 29 ديسمبر 2020

كتب… نبيل بدر
ما يحدث الآن على السوشيال ميديا كارثة إذا لم ننتبه إليها ، ستزول من بيننا ما لا يعوضه المال أو المنصب ألا وهى الثقة فيما بيننا ،
عندما تحدث إليك كان كله ثقة أن ما يدور بينه وبينك من محادثات سواء رسائل واتس أو ماسنجر أو تليفونيا ، سيظل بينه وبينك ما لا يعلمه إلا الله ؛ لأنه لو أراد أن يسمع محادثته معك كلّ المجتمع ؛ لتكلم معك على العام وإن أراد أن يسمعه الجميع فى هاتفه لتكلّم معك مباشرة على الهواء ، ولكن من قام بذلك خائن للأمانة ؛ فالكلمة أمانة ليست ملكا لك وحدك ما دام الآخر طرفا فيها اتفقنا أو اختلفنا ، فلسنا فى حرب .
عندما تحدث معك فمعنى ذلك أن مازال بينه وبينك رباط ، حتى لو كان ضعيفا ؛ فأنت قد قطعته بنفسك .
مازلت أقول : إن التواصل الاجتماعي في نظري هو الانفصال الاجتماعي وإنه الجحيم وأداة الشيطان الرجيم ؛ لأننا نستخدمه بصورة سيئة ونترك مزاياه ونتمسك بعيوبه ، نعم مثل السيارة الجديدة التي يقودها من لم يتقن قيادتها ، ويدرك مزايا إمكانياتها سينهي حياته وحياة من معه في الطريق نفسه ، ونضرب على ذلك أمثلة كثيرة في كل النعم التي أنعم الله – سبحانه وتعالى – علينا بها ،
والكارثة الأكبر لم تنحصر هذه العادات على الفئة الأقل ثقافة أو تعليما بل نجد من هم يحملون الشهادات الكبرى ، ومن هم في أعظم وأرقى المهن يصل بهم الحال لذلك ، ربما نغفر لمن لم ينل حظّا من الثقافة ؛ لقلة فهمه ووعيه ، ونهمس لكلّ واحد من هؤلاء : تذكر أنك عنوان لبيتك ولأهلك ولعملك .
نحن جميعا بلا استثناء أمام أكبر وأقوى كورونا اجتماعيّة تنهى قيمنا وأخلاقنا ؛ فعدم الثقة قد تكون سببا في إنهاء حياة شخص وهو على قيد الحياة .
انتبهوا قبل فوات الأوان وأزيلوا غبار الغفلة عن قيم الآباء وأخلاق الأمهات وعراقة الأجداد ، ستجدون فيها ما فقدتموه في حياتكم من قيم و مبادئ وأخلاق ورقى وحكمة .
لقد تخرج من الكتّاب علماء ، وتخرّج من الجامعات أشلاء ، ولا أنكر أنّ مازال بيننا فئات محترمة تفهم وتعي قيمة كل ما أقول وأكتب ، لكنّي أخاطب فئة من المجتمع قبل أن تفوح منهم رائحة سامّة تقضى على الجزء الباقي الجميل من المجتمع الذي نعيش فيه .

شارك الموضوع