10:31 - 19 أبريل 2019

 

 

كتبت نورا سويدان

لقد خلق الله البشر مختلفون في كل شئ.. الشكل واللون واللغة والدين والعقيدة والقيم والمبادئ والأخلاق والأفكار والمعتقدات والميول والإتجاهات وغيرها .. فكل إنسان له سماته الخاصة التي تميزه عن غيره فلا يوجد نسخه مكرره من أي شخص مهما أتفقت بعض السمات أو الصفات مع شخص آخر
فمن نعم الله علينا الإختلاف فلكل شخص وجهات نظره وتجاربه وخبراته المختلفة التي تشكل وعيه ووجدانه
وهذا الإختلاف من الظواهر الصحية في المجتمع لأن ذلك يؤدي إلي تنوع الأفكار و الآراء والإتجاهات مما يؤدي بدوره إلي حدوث تكامل بين البشر
ولكن مع الأسف الشديد في الآونة الأخيرة أصبح الإختلاف آفة تهدد المجتمع وتعمل علي تفككه وإنهياره وذلك بسبب عدم وجود ثقافة الإختلاف وتقبل الآخر وسوء الفهم لمعني الإختلاف
فقديما كنا نقبل النقض البناء بروح جميلة ونختلف في الآراء والمعتقدات دون أن يؤثر ذلك علي علاقتنا ببعضنا البعض
وكان الكل يشجع فريقه بروح رياضية جميلة نفرح للنصر بأدب ونحزن للهزيمة بثبات
كنا نتداول الأخبار السياسية وكل منا يعرض وجهة نظره دون تخوين أو التشكيك في وطنية أي شخص ولكننا اليوم فقدنا هذه المعاني الجميلة والهدف الأساسي من الإختلاف فأصبحنا نجد العديد من المشاحنات بسبب الإختلاف في الرأي سواء كان سياسيا أو إجتماعيا أو دينيا أو رياضيا أو أي مجال آخر ومن العجيب أن تجد ذلك في مجال الرياضة والذي من المفترض أن من أهم أهدافها خلق وتنمية الروح الرياضية لدي الشباب ولكننا اليوم نجد أن ما يحدث علي أرض الواقع هو العكس تماما فأصبح التعصب هو اللغة السائدة وخاصة في المجال الكروي ففي نهاية كل مباراة نري ردود الأفعال المهينة التي تصل إلي حد التراشق بالألفاظ البذيئة وإهانة كل طرف للآخر بطريقة يطلق عليها الآن(التحفيل) وهي إهانة مشجعي الفريق المنتصر لمشجعي الفريق المهزوم مما يضطر الآخرين بالرد علي الإهانة بإهانة أكبر وأصبح هذا الأمر واضحا بشكل كبير من خلال وسائل الإتصال الإجتماعي نكاد نراه بشكل يومي حتي أصبح أمرا مألوفا لدي الجميع وهذه كارثة أخري فهم لا يعلمون أنهم بذلك يهدمون قيم ومبادئ أصيلة بداخلنا حتي أصبحت تنهار واحدة تلو الأخرى حتي أننا لم يعد لدينا قدوة صالحة للأجيال الحالية والقادمة إلا ما رحم ربي لذا فإن الأجيال في إنهيار دائم وتدني أخلاقي مستمر ولو بقينا علي هذا الحال دون أن نفعل شيئآ فستذداد الأمور سوء وحينئذ يجب أن نلوم أنفسنا قبل أن نلومهم لأننا من غرسنا السوء فحق علينا سوء الحصاد
لذا فإنه وجب علينا أن نفعل شيئا ما من أجل إنقاذ الأجيال القادمة من تفتت وإنقسامات محققه وصراعات وحروب نفسية آتيه لا محالة إذا بقي الحال كما هو عليه الآن بل وتطور إلي الأسوأ
فإنه أصبح من الضروري الآن غرس ثقافة الإختلاف وتقبل الآخر داخل نفوس أبنائنا منذ الصغر بداية من المؤسسة الأولي للطفل وهي الأسرة تليها المدرسة وما لها من دور فعال في التأثير علي الأطفال وتشكيل سلوكياتهم واتجاهاتهم وأيضا تناول الموضوع من خلال وسائل الإعلام المختلفة بشكل جاد وكذلك عمل إجتماعات وندوات تثقيفية للشباب وتوعيتهم بخطورة الأمر وتصحيح المفاهيم الخاطئة وغرس القيم والأخلاق الحميدة بداخلهم وأهمها ثقافة الإختلاف وتقبل الآخر والتي تعد من أهم الثقافات المفقودة حاليآ والتي نحن بأشد الحاجة إليها لمذيد من الرقي والتحضر وحتي يتحقق الحب والمودة بين جميع المواطنين

كان زمان

فى 17 سبتمبر 2021

شارك الموضوع