16:36 - 19 فبراير 2019

طارق سالم
بمناسبة مرور 800 عام على إنشاءها
المنصورة في اللغة العربية تعني “المنتصرة”. سميت بهذا الإسم بعد انتصار المصريين على لويس التاسع من فرنسا خلال الحملة الصليبية السابعة.
أنشاها الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبى بكر أيوب من ملوك الدولة الأيوبية فى العصور الوسطي فى عام 616 هـ 1219 م على ضفة النيل الشرقية عندما عسكر الملك الكامل الأيوبي بالبقعة التى شغلتها مدينة المنصورة بعد سقوط دمياط بيومين وأعد عدته للكفاح واتخذ من هذا المكان مركزا للدفاع عن مصر وسميت هذه البقعة بالمنصورة تفاؤلا لها بالنصر، ولم يزل حتى استرجع مدينة دمياط وكم كانت فرح الملك الكامل عظيما حينما جلس بقصره فى تلك المدينة مع إخوته وأهله يستمع الى الموسيقى والغناء.
كان الملك الكامل الأيوبي ابن أخ البطل صلاح الدين الأيوبي قد ظل فى الحكم عشرين عاما (1218-1238) الى أن توفى فى دمشق عام 1238 م بعد أن أسس مدينة المنصورة وانتصر الشعب المصري على الفرنج. ظهرت أول خريطة لمدينة المنصورة فى نهاية القرن التاسع عشر سنة 1887 م بمقاس رسم 1: 2000 التى يتضح منها أن العمران كان مقصورا على ” الرقعة المحصورة ما بين نهر النيل شمالا ومنطقة المدافن القديمة ” (الساحة الشعبية حاليا) وتقع مدينة المنصورة شرقي نهر النيل (فرع دمياط) وهو حدها الغربي.
حدها الشرقي ترعة المنصورية، كما أنها تقترب من ساحل البحر المتوسط الى مسافة 60 كيلو متر على خط طول 31, 32 شرقا وخط عرض 31.5 شمالا.
تبلغ المساحة الكلية لمحافظة الدقهلية 3,459 كم2.
وقد سميت بالمنصورة بعد النصر في معركة المنصورة الذي حققه الشعب المصري على الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع الفرنسي. ونقل ابن دقماق من كتاب «الانتصار عن كتاب تقويم البلدان» للمؤيد عماد الدين بأن المنصورة بناها الملك الكامل بن العادل عند مفترق النيل على دمياط وأشموم وبينهما جزيرة البشمور بناها في وجه العدو لما حاصر الفرنج دمياط وقال ابن دقماق أن المنصورة تقع قبالة بلدة تسمى طلخا وهي مدينة بها حمامات وأسواق وهي على ضفة النيل الشرقي. والمدافن القديمة (الساحة الشعبية حالياً).
ذكرها المقريزى في خططه فقال إن هذه البلد على رأس بحر أشموم (وهو البحر الصغير الآن) بناها الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب في سنة 616 هـ عندما ملك الفرنج مدينة دمياط فنزل في موضع هذه البلدة وخيم به وبنى قصراً لسكناه وأمر من معه من الأمراء والعساكر بالبناء فبنيت هناك عدة دور ونصبت الأسواق، وأدار عليها سوراً مما يلي البحر (يقصد فرع النيل الشرقي) وستره بالآلات الحربية والستائر وسميت بالمنصورة تفاؤلا لها بالنصر ولم يزل بها حتى استرجع مدينة دمياط ثم صارت مدينة كبيرة بها المساجد والحمامات والأسواق.
كانت بلدة أشمون طناح التي تعرف اليوم باسم أشمون الرمان بمركز دكرنس قاعدة لإقليم الدقهلية ومقر ديوان الحكم فيه إلى آخر أيام دولة المماليك ولما استولى العثمانيون على مصر رأوا بلدة أشمون الرمان فضلاً عن بعدها عن النيل الذي كان هو الطريق العام للمواصلات في ذاك الوقت قد اضمحلت وأصبحت لا تصلح لإقامة موظفي الحكومة ولهذا أصدر سليمان الخادم والى مصر أمرا في سنة 933 هـ 1527م بنقل ديوان الحكم من بلدة أشمون الرمان إلى مدينة المنصورة لتوسطها بين بلاد الإقليم وحسن موقعها على النيل وبذلك أصبحت المنصورة عاصمة إقليم الدقهلية ومقر دواوين الحكومة من تلك السنة إلى اليوم.
في سنة 1871م أنشئ قسم المنصورة وجعلت المنصورة قاعدة له ثم سمي مركز المنصورة من سنة 1881م ولاتساع دائرة المنصورة وكثرة أعمال الإدارة والضبط فيها أصدرت نظارة الداخلية في سنة 1890 قراراً بإنشاء مأمورية خاصة لبندر المنصورة وبذلك أصبح البندر منفصلاً عن مركز المنصورة بمأمورية قائمة بذاتها.
إذا هى مدينة لها تاريخ مشرف وعاصمة لأحد أكبر محافظات مصر من ناحية المساحة و كذلك عدد السكان ولا يتوقف التاريخ العظيم لهذه المدينة على دحر الصليبين قديما فقط بل يذكر التاريخ الحديث أنها كانت مسرحا لمعركة جوية كبرى دارت فى أجوائها فى 14 أكتوبر 1973 والتى تعد مفخرة للقوات الجوية المصرية وتعد هذه المعركة من أهم المعارك الجوية العربية إذ كان لها دور كبير في انتصار مصر في حرب أكتوبر 1973.
الأسماء التى يمكن أن نحصيها لمبدعين من أبناء هذه المدينة العريقة فى كل المجالات يظل مجال الفنون والآداب والرياضة والذى يمثل مظاهر قوة مصر الناعمة والمؤثرة فى محيطها العربى هو المجال الذى أنجبت له مدينة المنصورة أبرز مبدعيه منهم مرة أخرى مثلا لا حصرا الشعراء محمود على طه و ابراهيم ناجى صاحب قصيدة “الأطلال” ونجيب سرور وعفيفى مطر وكلا من كمال وكامل ومأمون الشناوى ورياض السنباطى وزكريا الحجاوى ومحمد التابعى الذى لُقب بأمير الصحافة ورائد المسرح الواقعى نعمان عاشور والقاص الدكتور محمد المخزنجى والإعلامية القديرة ليلى رستم وصفاء ابو السعود والزعيم عادل إمام وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وكوكب الشرق أم كلثوم ويحيى الفخرانى ويونس شلبى والضيف أحمد وخالد النبوى وحسن فايق وحسن الإمام وحسين الشربينى وحلمى النمنم ومحمود الخطيب رئيس النادي الأهلى .

شارك الموضوع