22:47 - 23 يناير 2021

بقلم مجدي الرفاعي
يتميز أغلب العرب بذاكره لا تسعفهم علي تذكر كثير من الأحداث بل في كثير من الأحيان لا يتذكروا أسمائهم أو أسماء أبائهم وأبنائهم وربما يتناسوا هذا عن عمد أو بغير عمد ويحلوا للبعض أن يذكرنا كل فتره بنشر صور للرئيس العراقي السابق صدام حسين ويزرفون الدمع عليه ويمتدحون تاريخه الأسود الملئ بالدماء من قتل الأبرياء ويطلقون عليه ألقابا تجعل منه أسطوره منها حامي حمي الأوطان والقائد والزعيم وطبعا يقصدون زعيم الأمه العربيه (وليس الزعيم بتاع الكشري) والبطل والشجاع وغيرها من الألقاب التي لا يستحقها بل كانوا يطلقون عليه في العراق 99 أسما ويتم طبعها علي النتائج التي تعلق علي الجدران بالمنازل والمصالح الحكوميه بمناسبه رأس السنه وكانت تبدأ بالرئيس والقائد والمهيب والركن والبطل والمغوار والمنصور والصنديد والشجاع وصاحب معركه القادسيه والفارس والثائر والفائز وغيرها من الألقاب .
وأتسائل هل هؤلاء في غيبوبه ولايتذكرون المأسي التي يعيش فيها العراق والعراقيين وأمتدت لتطول بعض الدول العربيه بسبب أنتهاء قوه العراق وجيشه وأمتلاكه للأسلحه الكيماويه التي كان يلوح بها صدام لأسرائيل قبل أحتلاله للكويت في 2 من أغسطس عام 1990 لترتعب وترجف أسرائيل وتظل مذعوره تطالب المجتمع الدولي بحمايتها من صدام أيام ما كان صدام يدافع عن أمته العربيه .. ولكن بعد أحتلاله الكويت أنكسر العراق وأنكسر معه صدام حتي أحتلت أمريكا العراق وخرج صدام من بالوعه صرف صحي كان يختبئ بها كالفأر المذعور حتي حكم عليه بالأعدام .
ولماذا لا يذكرنا أحد بما نحن فيه الأن من تشتت للأوطان وتشرزم للأمه العربيه وتفتتها وأنقسام العراق الي دولتين حتي أستطاعت دول عديده أن تعسكر بالمنطقه وتضع قواعد لها بحجه الحمايه والقصد الحقيقي هو الهيمنه علي ثروات تلك البلاد بل ثروات الوطن العربي الذي أضاعه القائد صدام صاحب 99 أسما بل أننا نفاجئ بأن يقول البعض لو كان صدام بيننا الأن لا تغير حالنا ؟؟؟؟
لذا أود أن أذكر البعض بأن صدام عندما تولي الحكم في العراق بعد أنقلاب قاده ضد الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر عام 1989حاول أن يهيمن علي كل شئ و(نفش) ريشه كالطاوس المغرور وبعد أحتدام الخلاف بين الخميني والشاه وشعر صدام بأن الخميني سيمثل خطرا علي العراق لذا قرر صدام أن يطرد الخميني من العراق حيث يعيش في النجف العراقيه وهي المدينه المقدسه لدي الشيعه والموجود بها قبر الأمام علي كرم الله وجهه .. لذا قام بطرده وتوجه الخميني بعدها الي فرنسا لينطلق بثورته نحو العراق بعد موت الشاه .
يقول الدكتور علاء بشير الطبيب الشخصي لصدام صدام في مذكراته بعد أستلام الخميني زمام الأمور في أيران شعر صدام بأن أيران سوف تستعيد قوتها العسكريه بعد أن شهد الجيش الأيراني ضعفا في صفوفه بسبب الفوضي التي عمت بعد سقوط الشاه لقد حدثت مناوشات وخلافات بين أيران والعراق بسبب بحر شط العرب وهو بحر يصب فيه نهر دجله والفرات بين البلدين ولم أكن أتوقع شأني شأن كل العراقيين أن تتحول هذه الخلافات الي حرب بين البلدين بدأت رحاها في عام 1980 وأنتهت في 8 من أغسطس 1988حيث بادر صدام بالهجوم علي أيران قبل أن يتمكن أيه الله الخميني العائد من فرنسا من الهجوم علي العراق بسبب شط العرب وكأن صدام يريد أن (أن يتغدي بالخميني قبل أن يتعشي الخميني به) هكذا طاح به خياله حتي تمكن الجيش العراقي من تحقيق فوز في بادئ الحرب غير أن الأيرانيين في عام 1982 قد دحروا قوات صدام وكان أيه الله الخميني مذهوا بهذا الأنتصار الذي أحرزه في معظم الجبهات كرد فعل لطرده من العراق علي يد صدام .
ويضيف الدكتور علاء في مذكراته بأن صدام طلب بعد وقوع الحرب مع أيران من أعضاء حزب البعث الحزب الحاكم بالبلاد ومنهم وزراء ونواب شعب الأنضمام للجيش الشعبي ولكن كثير من الأعضاء رفضوا الأنضمام فأمر صدام بعقد أجتماع لأعضاء الحزب وكان عددهم 400 وطلب صدام من الحاضرين في الأجتماع الذين يرفضون الأنضمام للجيش الشعبي لظروفهم الصحيه بأن يجلسوا علي يسار القاعه وقام 230 شخصا من الحضور وكان من بينهم الدكتور هاشم جابر رئيس جامعه العراق وقتئذ وكان مريضا بالكلي وضغط الدم المرتفع وجلسوا علي اليسار فأمر صدام بأقالتهم جميعا والغريب في الأمر أنه أقتادهم علي الجبهه عنوه بعد أقالتهم .
وأود أن أذكر بأن هناك واقعه شهيره وقعت أحداثها في عام 1995 عندما قام الفريق حسين كامل المجيد صهر صدام حسين وزير الدفاع والأنتاج الحربي والمسئول عن الحرس الجمهوري الذي يحرس صدام بشعوره بمدي الظلم والقهر الذي يقع علي العراقيين بسبب أستبداد وفضائح حزب البعث بالعراق وسفكه للدماء والخراب الذي يعيشه العراقيين وقرر وهو زوج رغد صدام حسين الذي تزوجها عام 1983 أن يصطحب شقيقه صدام زوج رنا صدام حسين في رحله الي عمان ومعهم أولادهما في سيارات نظرا لفرض الحظر الجوي علي العراق ومنها السفر من مطار الملكه علياء بعمان الي بلغاريا في زياره رسميه ولكن حدثت مفاجأه وهي طلب حسين كامل وشقيقه الحارس الشخصي لصدام من الملك حسين ملك الأردن حق اللجوء السياسي وأعلن المجيد في مؤتمر صحفي بأن العراق يعيش علي بركان من البارود بسبب القتل والتعذيب وسفك الدماء وأن صدام تجاوز في حقوق الأنسان وسلب كرامه شعبه ونهب خيراته ودخل حربين مدمرتين مزقت شمل العراق وأنه طلب من صدام أن ينقذ البلاد من الحزب (حزب البعث) فلم يهتم صدام لذا قرر الرحيل وحده .
وأعلن في مؤتمر صحفي أنه سوف يشكل مجلس أعلي لأنقاذ العراق ثم أرسل أليه الرئيس الأمريكي بل كلنتون وقتها السفيره الأمريكيه بعمان لتحمل رساله تدعمه وبعد فتره ظهرت عليه علامات الأنكسار واليأس وعاد في فبراير عام 1996 وأعلن بأنه أرسل خطابا لصدام طلب فيه العفو وحضر أليه في عمان (عياده الصديد) محافظ تكريت السابق حاملا معه وثيقه العفو صادره من مجلس قياده الثوره في نفس الشهر ليعود حسين كامل لمصيره المنتظر .
عاد الفريق الركن حسين كامل وشقيقه وأسرتيهما في سيارات للعراق وعلي الحدود العراقيه قابلتهم مجموعه مسلحه فصلت النساء والأطفال وضعتهما في سياره وأعلن في العراق أن عائلتهما شعرت بالخذي والعار لهروبهما الي عمان وقرروا قتلهما حسين وشقيقه صدام في حين أن الحقيقه هي قيام فرقه مسلحه بالأتجاه الي عائلتهم وأطلقوا عليهم النار وقام حسين كامل بتبادل أطلق النار معهم وكان عدي وقصي نجلا صدام علي رأس القوات مع النقيب أياد التكريتي وروكان أرزقي الذي أطلق 30 طلقه علي علي حسين كامل وقام بسحب جثته وأخبر الأهالي بالشارع أن هذا هو مصير كل خائن وقد أطلقت القوات عده طلقات من أر بي جي علي أسره حسين كامل حتي لقوا مصرعهم جميعا وأطلق صدام حسين علي هذا اليوم يوم الثأر وكرم كل من شارك فيه .

هذا هو صدام حسين الذي يزرف البعض عليه الدمع فعلا نحن الشعوب العربيه تنسي كل ماحدث لها وتتهاون في حقوقها وتتسامح في كل من أخطأ في حقها وداس علي كرامتها .

‏يورغن كلوب عن آرسنال:

فى 04 فبراير 2024

شارك الموضوع