12:20 - 16 مايو 2019

بقلم: الأستاذ الدكتور/السيد عوض.
لم يعد الإعلام ذلك النشاط التقليدي المعني بنقل الرسائل الإعلامية من مرسل إلى مستقبل فيما أطلق عليه ( الاتصال الخطي ) بل أصبح نشاطاً واسعاً ومؤثراً على المتلقي وموجهاً لسلوكه حتى عرف بـ ( الاتصال الدائري ) وبذلك اتسع المعنى ليشمل قطاعات المجتمع وأنشطته المختلفة ، وعلى رأسها النشاط الاقتصادي ، ولما تطورت تقنية الاتصال بفعل استخدام الأقمار الاصطناعية ( Satellites ) وشبكة المعلومات الدولية ( Internet ) ونشطت حركة المعلومات توسعت معها على قدم المساواة الاقتصاديات العالمية
إذن: يمكننا الجزم بأن الإعلام هو الداعم الأساسي لاقتصاديات العالم ، ومن جهة ثانية فإن الإعلام نفسه قد أصبح صناعة متكاملة في عصرنا الحاضر مثلها مثل الصناعات الأخرى؛ وهذا يتأتى بسبب قدرة وسائل الاتصال على التأثير على حركة المجتمع بما تمتلكه من إمكانات تقنية ونفوذ واسع مكنها لأن تكون سلطة لها دورها السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي .

ولكي تستمر وسائل الاعلام في أداء مهامها لا بد لها أن ترتكز على قاعدة اقتصادية قوية لأن هذه الوسائل بحاجة إلى نفقات كبيرة تتمثل في الكادر البشري والمعدات وأنظمة الاستقبال والإرسال …الخ.

ونظراً لأن وسائل الإعلام تعمل في سوق مشترك وفق مفهوم تدفق المعلومات Flow of Information عليها أن ترتقي إلى مستوى المنافسة ، وهذا يتطلب الكثير من الجهد ، الأمر الذي أضفى عليها الطابع التجاري ، وبالتالي أصبحت وسائل الاعلام في كل دولة تسعى لأن تتميز على مثيلاتها فكان عليها أن توفر الكادر البشري والتقنية المتطورة وتقدم نفسها للجمهور من خلال مادة مؤثرة تعرضها وفق منهجية علمية .

أما الهدف من هذا المقال الذي بين أيدينا فقصدنا منه أن نعرف القارئ بأن الاعلام صناعة تحتاج الي اقتصاد قوي حتي يستطيع أن يقدم مضمون ومحتوي يجذب المشاهد ويحقق الربحية التي تضمن له البقاء والتنافس؛ ومن هنا لابد أن نتطرق في المقال القادم الي الانتاج والتوزيع والاستهلاك؛ القواعد الأساسية التي تربط الاعلام بالاقتصاد.

كان زمان

فى 17 سبتمبر 2021

شارك الموضوع