10:30 - 19 مارس 2019


الإمارات العربية المتحدة – العين

كتب : عاطف البطل ومحمد فوزي

تحت رعاية وحضور معالي الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان ، نظم النادي المصري بالعين ندوة عن مكتبة الإسكندرية ودورها الحضاري ، وقد حضر معالي الشيخ الدكتور سعيد بن طحنون آل نهيان ، الرئيس الفخري لنادي جمهورية مصر العربية فرع العين الندوة التي نظمتها اللجنة الثقافية بالنادي ، وألقاها الأستاذ الدكتور خالد عزب ، رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية ، وقد حضرها المهندس محمد سعيد الداشر، نائب الرئيس الفخري للنادي ، والأستاذ محمد جاهين ، رئيس مجلس الإدارة ، والدكتور يحيي أحمد ، رئيس اللجنة الثقافية ، والأستاذحسام الشرقاوي ، مدير النادي ، وأيمن النجار أمين الصندوق ، ومحمد فوزي مسؤول العلاقات العامة ، إضافة إلى عدد من أبناء الإمارات ومصر وبعض الدول العربية .

وقد بدأت الندوة بعزف السلامين الوطنيين لدولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية ، ثم بدأ الدكتور خالد عزب محاضرته بإلقاء الضوء على دور المغفور له بإذن الله تعالى ، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في إعادة تأسيس مكتبة الإسكندرية ، حيث كان أول المتبرعين لها بمبلغ ” 23″ مليون دولار ، وأسهمت دول العالم بباقي المبلغ ليصل إلى 100 مليون دولار، وقد صممها مكتب استشاري نرويجي على شكل قرص الشمس يميل في اتجاه الغرب ، كرمز لإشعاع الحضارة في اتجاه الغرب، وعلى شكل قرص غير مكتمل ؛ لأن الحضارة لم تكتمل بعد .

وتضم مكتبة الإسكندرية أضخم قاعة اطلاع في العالم ، كما تضم ثلاثة متاحف، وقبة سماوية ومركزا للمخطوطات وقاعات للمؤتمرات، وقد اختارت المكتبة عند التأسيس أن تكون مكتبة رقمية ، فبدأت بتكوين أضخم مكتبة رقمية في العالم، وتشاركت مع جامعة الإسكندرية واليونسكو ومكتبة الكونجرس التي انسحبت مؤخرا ، ويزور المكتبة الرقمية الآن مليار و200 مليون قارئ سنويا ، ويبلغ متوسط عدد الزوار الذين يدخلون قاعة الاطلاع عشرين 20 ألفا يوميا، كما تقوم المكتبةبمشروعات علمية، تمد الباحث بالمادة العلمية الوثائقية ، وتترك له حرية تكوين رأيه ، وتتكون من الصحف، والوثائق، والعملات، والطوابع، والأفلام، وغيرها من المصادر بخلاف الكتب والمراجع.

وتقدم المكتبة خدماتها مجانا لكل زائر ؛ خدمة للعلم واستكمالا لرسالتها،أما عن الخلفية التاريخية لمكتبة الإسكندرية التي أسسها بطليموس بن لاجوس ، أول حكام الأسرة البطلمية وخليفة الاسكندر الأكبر في حكم مصر عام 323 ق.م، وكان هدفه من تأسيسها تقوية نفوذ أسرته في حكم مصر ، وبالتالي أسس مكتبة الإسكندرية كمؤسسة ثقافية وعلمية شاملة وليس كمكتبة للاطلاع فقط، وتعتبر مكتبة الإسكندرية أول مؤسسة علمية تقام خارج المعابد وقصور الحكام ، وبهذا تكون مكتبة الإسكندرية علامة فارقة في تاريخ البشرية ، حيث إنها المرة الأولى التي يمكن لفرد أن يتعلم فيها بعيدا عن رجال الدين والسياسة ، وبذلك يصبح العلم للعلم، والعلم للبشرية، والعلم لمن يريد بدون قيود.

وقد أقام بالمكتبة العديد من العلماء ممن نعرف آثارهم حتى اليوم ، مثل فيثاغورس وإقليديس وغيرهم من العلماء والمفكرين، وقد واصلت المكتبة رسالتها حتى عام 400 م ، حين أصبحت المسيحية ديانة يُيسمح باعتناقها في الإمبراطورية الرومانية ، حيث بدأت فترة من النزاعات بين المسيحيين وأصحاب الديانات القديمة ، واتهمت هيباتيا -عالمة الرياضيات القديمة- بالوثنية خلال تلك الفترة ، بل تم سحلها في شوارع الإسكندرية وإحراق المكتبة لتختفي من الوجود قبل الفتح الإسلامي لمصر بأكثر من قرنين من الزمان.
‎ وقد اختفت المكتبة لقرون حتى بدأ الدكتور مصطفى العبادي الأستاذ في جامعة الإسكندرية حملة عالمية للمطالبة بإعادة بناء المكتبة، ونتج عن ذلك انعقاد مؤتمر في مدينة أسوان المصرية عام 1990 لإحياء المكتبة.
وقد أهدى الدكتور خالد عزب لمعالي الشيخ سعيد بن طحنون عددا من مؤلفاته ، والجدير بالذكر أن الدكتور خالد عزب يعتبر واحدا من أهم خبراء الآثار الإسلامية ، وله مؤلفات كثيرة ، منها على سبيل المثال ، فقه العمران ، إلى جانب مجموعة كبيرة من المؤلفات الفكرية ، والمقالات المنشورة في الدورية الإقليمية والعالمية.

وفي نهاية الحفل قام معالي الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان بتكريم الدكتور خالد عزب على محاضرته الهامة وذلك بإهدائه درع تذكاري وشهادة تقدير ، كما كرم كل الحاضرين بشهادات مشاركة والتقط الجميع الصور التذكارية.

كلنا مسؤول…

فى 12 أبريل 2020

شارك الموضوع