بقلم / ناهد ندا
بحثت فى معاجم اللغة عن كلمة أخرى تعبر عن ما أقصد ولكن لم أجد أفضل من ” استحمار فيسبوكى ” رغم أن هذا التعبير فيه تجنى للحمار ، فهناك الكثير على مر التاريخ ممن أنصف هذا الحيوان وأوضح قوة تحمله وصبره وطاعته لصاحبه على أداء عمله دون امتعاض أو غضب من خلال ذكاء قليل ومهارات محدودة فكان له من المدح وكان له من الذم ما كان، حتى صار مضرباً للأمثال لنا في الحالتين، أما كلمة استحمار فليس لها معنى لدي إلا الاستخفاف بعقل الشخص الذي أمامك والاعتقاد بالذكاء المطلق لنفسك تجاه الآخرين وهذا ما وجدته فى الكثيرين على الفيس بوك ونشرهم لمعتقدات وأفكار ومعلومات مغلوطة وهدامة في مختلف المجالات الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية ظنا منهم باستحمار عقولنا وزعزعة إيماننا في ديننا ووطننا، ولكن هيهات لهم أن ينجحوا وحتى إن نجحوا مع القلة منا الذين وقعوا فريسة لهذه التقنية والأدوات واستسلموا لها وجعلوا أنفسهم مستحمرين مخدوعين باتوا يتداولون نشر أي موضوع أو أمر دون أن يتكلفوا بالتحقق والعناية بالمصدر الحقيقي لأي معلومة أو خبر حتى تحولوا الى ناقلين وغير واعين لما يحملونه، ( كمثل الحمار يحمل أسفاراً ) يحمل وينقل كتاباً أو معلومة أو إشاعات أو خبراً ويتداوله وهو لا يدري ماذا عليه ولا ماذا فيه وماهي العواقب وبماذا سوف تعود عليه وعلى وطنه ..
وهناك أنواع أخرى للاستحمار كالذى ينشر كل تفاصيل حياته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى بغرض الفضفة ولكنه لا يدرى ما الذى يجلبه له مثل هذا الفعل لاحقا فنرى من يتربص بحياته والتدخل فيها بكل بساطة وافسادها وتقلل من شخصية الرجل والمرأة بإظهار العيوب والتركيز عليها بسلبية كبيرة حتى تهز صور الوالدين واحترامهم بين أبنائهم ، وهناك من ينشر عيوب مدينته وسلبيات بلده ظنا منه فى معالجتها ولكن من منا رأى أجنبيا واحدا يشوه ورة بلده أمام العالم ، وهناك نوع من الاستحمار يتشارك به الكثير منا بقصد أو بغير قصد من باب المزاح والفكاهة فتنال من قيمنا . أما من وجهة نظرى أخطر أنواع الاستحمار الالكترونى هو التسول الالكترونى فهناك الكثير من النصابين من باتوا يتفنون فى طرائقهم ففى أحد المرات يقول أحد الأصدقاء أن أحد الذين ينتحلون شخصيات الفتيات الجميلات في الإنترنت أرسل له يقول: ” أنا فتاة من هواة جمع الأوراق المالية.. هل يمكن يا عزيزي أن ترسل لي ورقة من كل فئة من العملة الجديدة ” هناك من يضربون على وتر الشهامة والنخوة فى مجتمعنا وبتنا نتعامل مع أشباح تمارس التخفي والنصب تحت اسم طفل يتيم أو فتاة مريضة أو أرملة أو حتى شخصية معروفة تعيش مأزقً . بقي أن نقول بأن الاستحمار هو الخطر الحقيقي الذي يجب أن نواجهه ونستعد ونتصدى له، أما الحمار فيجب أن لا نلومه إذا ما تم الاقتباس من مهاراته من بني البشر.
كلنا مسؤول…
فى 12 أبريل 2020
مستشار النمسا: إجراءات الحكومة تحقق أهدافها وتحد من انتشار وباء
فى 05 أبريل 2020
البحرية الأمريكية تعلن 155 إصابة كورونا على متن حاملة الطائرات
فى 05 أبريل 2020
اكتب تعليقك