10:16 - 14 يناير 2021

كتب .. نبيل بدر
الحياة قطار متحرك ، يتجوّل بين المدن والأماكن ، يقف في محطات ؛ ليركب هذا وينزل ذاك ، وفي الطريق نتبادل أطراف الحديث ،.
جلست يوما مع جدتي ، قالت بعفوية ، وهي تتأمّل كوب الشاي : ( لما تحس انك محتاج تنهى علاقتك بحد، متاخٌدهاش خبط لزق. استنى جنبه و سيبه يساعدك، علشان طالما وصلت لمرحلة انك تبعد أو اقتنعت أن البعد واجب، كل حاجه و اى حاجه منه هتبقى بتساعدك. سيبه يخيب ظنك و يخذلك واحدة واحدة، يقل من نظرك واحدة واحدة ، يوجعك واحدة واحدة، يبعدك عنه واحدة واحدة. ساعتها بس هتحس انك استنفذت كل طاقتك معاه و البعد مش هيبقى قرار بيوجع هيبقى مشيئة مريحه ، سيبه يدمر كل فرصه له بالبطء و هتلاقي وجوده و غلاوته بتتلاشى من كيانك واحدة واحدة بدون وجع أو تأنيب ضمير أو حكم للعشرة. هتمشى و انت مش ندمان و لا هتبص وراك لأنه ببساطة هو اللى عمل كده وساعدك تخرجه من حياتك. الناس هى اللى بتحط نفسها فى الأماكن فى قلوبنا و حياتنا بتصرفاتها مش بكلامها أو باختيارنا
هكذا قدّمت لي جدتي وصفة علاجية (روشتة) معجونة بالحكمة ، ففضلت أن أرويها لكم كما قدّمتها ، ربما يهتم بحديثي بعض الناس ، وبعضهم لا يهتمّ لا يهتم ، ما يهمّني أنني بلّغت الرسالة بكل أمانة ، لعل يوما ما يكون لكلماتي رصيد من الابتسام لديكم ، ونتأكد جميعا أنّ للرقى في المعاملات فنون ومكانة ، فمن الممكن أن يكون الردّ من بعضنا سهلا فيكون سيلا من الجمرات الملتهبة ، وتكون الحروف زخّات رصاص غاشم يطلق على من لا ذنب له ، وأختم كلماتي بهمسة : تحياتي لكل من دخل حياتي ، وكان ذكرى من حشد ذكرياتي ، ومازال القطار يسير فى طريقه محطّات ومحطّات مسكونة بوجوه وملامح .

شارك الموضوع