18:03 - 19 يونيو 2017

19366101_1538418119577898_4017642610824071644_n
طارق سالم .
نحن شعب مازالت العاطفة تلعب على أوتار قلوبنا في كل أمور حياتنا منها المؤلم والمفرح مما يؤثر ذال على اتخاذ بعض القرارات الهامة بحياتنا وتحدد وجهتنا الآنية أو المستقبلية وحينما يتدفق القلب ويمتلئ بالعاطفة وتمتلئ العين بدموع العاطفة هنالك يخرج الإنسان عن وجدانه الملموس والمحسوس وينجرف ويميل ميلا واحدا إليها دون تمهيد في اتخاذ القرار .
وعندما يكون الإنتماء للأحزاب بالعاطفة وليس عن الإقتناع ببرنامج الحزب إن وجد لابد أن يكون هناك تفتت واستقالات ومنازعات على المناصب لأن من ينتمى إلى أى منهم ينتمى فقط بالعاطفة التى توقف العقل وتحرك المشاعر. وحينها لابد أن يكون إتخاذ أى قرار بلون العاطفة غير مبرر .
لابد أن يكون الإنتماء للحزب للبرنامج وفقط وعن إقتناع تام به وليس بشخص من يمثل الحزب من رئيس أو أمانات به لأن الحزب صاحب البرنامج هو الباق والأشخاص زائلون . فمثلا
حسنى مبارك الرئيس السابق للحزب الوطنى عزل من منصبه كرئيس للدولة و رحل ولكن الحزب باق ببرنامجه وأفكاره حتى اليوم .
نجيب ساويرس أسس حزب المصريين الأحرار على مستوى الجمهورية وتم عزله من رئاسته ولكن الحزب باق ببرنامجه وأفكاره .
حز الوفد تم عزل نعمان جمعه من رئاسته ولكن الحزب باقى ببرنامجه وأفكاره حتى اليوم .
حزب التجمع مات رئيسه خالد محى الدين وما أدارك من هو ولكن الحزب باقى ببرنامجه وأفكاره لأن الإنتماء للحزب والبرنامج وليس للشخص
وأمثله كثيرة تدل على أن الأحزاب هى الباقية ببرامجها وأفكارها وليست الأشخاص أو الرؤساء أو حتى الأمانات .
واليوم وما أشاهده من بعض الأحزاب من إستقالات فردية أحيانا وجماعية أحيانا أخرى بسبب تغير المناصب والأشخاص لهو خير دليل على أن من انضم لهذه الأحزاب انضم بالعاطفة والمعارف فقط وليس اقتناع به أو ببرنامجه وأفكاره التى يريد الحزب تطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع والتواجد بين الجماهير من خلال قواعده الشعبية المختارة لتنفيذ البرنامج.
ولمن يريد أن ينتمي إلى أي من الأحزاب لا ينتمى إلى الشخص الذي يمثل الحزب أو يرأسه ولكن لابد أن ينتمى للبرنامج الذي يقدمه الحزب ويقرأ جيدا برنامجه بعناية وتركيز وهل هذا البرنامج يتوافق مع طموحاته وأفكاره التي يحلم تطبيقها لمجتمعه من خلا سياسات واضحة ومعلومة للجميع لتسهل عملية التطبيق على أرض الواقع أم لا .
وأن الأوان أن نحكم العقل والفكر في كثير من أمورنا حتى نصل إلى كل ما نصبوا إليه بدارسة متأنية وطمأنينة ونجنب العاطفة بعيدا في كل أمور حياتنا خاصة السياسية التى تحدد مصير المجتمع والشعوب ولقد أثبتت التجارب أن الإنحياز للعاطفة في الحياة السياسية نتائجها غير سليمة وتأتى بمن هم يسحرون ويرهبون أعين الناس بسحرهم وحلو الكلام وفقط .
و تمر الأيام والسنين بدون جدوى ولا فائدة من هذا وذاك ونندم على فعلتنا حين لم يعد يفيد الندم وهنالك نحصد بهذه العاطفة الخسران المبين .
فالإنتماء للأحزاب وغيرها لابد أن يكون للبرامج والأفكار باقتناع تام وفقط وليس للأشخاص لأنها هي الباقية والأشخاص زائلون راحلون معزولون .

شارك الموضوع