13:11 - 21 يونيو 2019

 


بقلم الدكتور/ السيد عوض
——
في الاختلاف رحمة؛ حكمة قالها الأولون، ونقولها نحن ونكررها دوما للاستهلاك!

لكننا لا نعرف معناها ولا مغزاها، ومتى نقولها وأين موقعها من كل تصرفاتنا؟

ومن الواجب أن نقول إن “الاحترام واجب” ؛ بل وضروري في علاقتنا ومعاملاتنا، ونتواصي به فيما بيننا ،تمت تنشئتنا على هذه المبادئ منذ زمن ، لكننا لم نوفق تماما؛ لأن المعايير والمفاهيم اختلطت علينا وأصبحنا لا نفرق بين الاختلاف والخلاف، وبين الاحترام والولاء. وانعكس ذالك على كل مناحي الحياة ، وازداد الكره، وتعمقت الأحقاد ، وتمكن حظ النفس الأمارة، والشيطان بوساوسه من أكثرنا، وضاعت معظم القيم والمبادئ في تعامل الناس فيما بينهم – الا من رحم ربي -.

لست متخصصًا في علم الاجتماع، ولا خبيرًا بالمصطلحات واللغات، ولا  منظرًا في التربية والتعليم، ولا أدعي الكمال المطلق، ولا أعطي دروسًا لأحد؛ بل إنني مثلكم، معنيُ بأمر بلدي ووطني، أحبه وأخاف عليه، وأتمني له ولقيادته وشعبه العلا ومدارج الكمال والريادة بين العالمين.

بيد أنني  أتجرأ اليوم للحديث عن واقعنا الحالي، وقد اختلطت فيه المفاهيم، فأصبحت ثقافتنا وممارستنا تفرق  وتنتج الخلاف، بدلا من أن تجمع بين المختلفين في الرأي، وتثري جميع مناحي الحياة: رياضية، وثقافية، واجتماعية.

وأصبحنا-للأسف- لا نحترم فيها آراء بعضنا وتوجهاتنا ومشاعرنا وافكارنا!

فلا نحترم المسئول، ولا نحترم أنفسنا، وحتى الجمهور البسيط لنادي رياضي معين يحقد على جمهور نادي آخر ويكرهه، ويعتدي عليه؛ لأنه لا يقاسمه نفس الفكر والمشاعر.

و أضحي الكبير لا يحترم الصغير، والصغير لا يوقر الكبير، والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر من ذلك فيقول:
“مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، ويَعْرِفْ حَقَ كَبِيرِنَا؛ فَليْسَ مِنَّا“.

وكما يستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم أعلاه:  أنه يجب أن يعاملَ كلاً منهما بما يليق به؛ فيُعطَى الصغيرُ حقَّه من الرفقِ به والرحمةِ والشفقةِ عليه، ويُعطَى الكبيرُ حقَّه من الشرفِ والتوقير.
ومنه أيضآ : أن يقابل كلاً منهما بما يليق به فيعطي الصغير حقه من الرفق واللطف والشفقة.. والكبير حقه من التعظيم والإكرام.

نختلف فالاختلاف وارد كما سبق، بل إن الله أخبر عن ذلك فقال: (. وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِين).

لكن قيمنا وأخلاقنا تفرض علينا احترامهم وعدم الاساءة إليهم .
تختلف الشخصيات  في الآراء والأفكار والمناهج؛ ولكنها يجب أن تتوحد من أجل مصالح البلاد،  وهذا بدون شك  هو ما نطالب به، مع الاحترام والتقدير للرجال، وللمواقف والآراء.
مسلمة، وحتمية لابد منها، نمارسها ونلقنها لأبنائنا كي ينشئوا على الاختلاف لا الخلاف، على الحب لا الكره.

نختلف في الآراء والمناهج والوسائل، ولكن الاحترام ضروري
وواجب؛ فالأخطار تحيط بِنَا من كل حدب وصوب، لابد أن نعي وندرك ذلك جيدًا، يجب علينا التمسك بقيادتنا، والالتفاف حولها، وذلك واجب مقدس حماية لبلدنا، فنحن علي المحك، والمتربصين بنا كثر، حفظ الله مصرنا، وحفظ قادتنا من كل شر.
تحيا مصر.

كان زمان

فى 17 سبتمبر 2021

شارك الموضوع