20:52 - 16 ديسمبر 2018

 

طارق سالم
عندما فكرت في كتابة هذه السطور عن هذه الظاهرة أجد قلمى جف حبره ولم يعد يلين لاصابعى بالكتابة به لأنه يتالم ويتحسر ويبكى دون دمع من هذا الفعل ويتعجب من مجتمع تخلى عن فطرته وعن أخلاقه وعن تعاليم دينه واصبح لا يفرق بين الحلال والحرام ويتعجب قسوة قلوب ما يسمى بغير الأدميين بإلقاء جزء من ابدانهم وأرواحهم بالشارع نتيجة خطأهم وجهلهم ومن أجل نزوة شيطانية ومتعة وقتية تحمل بطياتها الإنكار والتبرأ من هذا الفعل الذي توقفت عنه حتى الحيوانات البرية والوحشية التى تحارب من أجل طفلها وسط وحوش الغابات المفترسة وأكلة اللحوم.
هذا الحديث دار بينى وبين قلمى وقلوبنا تحزن والعين تدمع ونحن نتداول الكلمات لكتابتها على صفحة بيضاء ناصعة البياض ويقول لى هؤلاء البشر لا يستحقون نقطة حبر واحدة للكتابة على هذه الورقة الناصعة البياض ولماذا نضع بها نقاط وكلمات تغير لونها وتعكر صفو سطورها وبعد فترة من هذا الجدال بيى وبينه أتيت بالورقة ونظرت إليها وإلى سطورها التى تراها عيني سطور مستقيمة وحادة الرؤى تارة وأخرى أراها مخفية من الصفحة فأدقق النظر إليها فاسمع حديثها المؤلم لماذا تكتب عن هذه الفئة الضالة بالمجتمع لا يستحقون أن يسطر على عنهم كلمة أو سطر على وجهى الأبيض الذى هو دائم البياض .
هنا تلاقت رؤية القلم مع رؤية الصفحة البيضاء و انا في حيرة من أمرى وعندما تقترب يدي بالإمساك بهم ترتجف وأحاول أن اتلمسهم بحب ولطف حتى يخرج الوجع من قلبي وتجف الدمعات من عيني بسبب هذه الظاهرة المؤلمة والأطفال التى يتخلص منهم هؤلاء الخائنين القاسية قلوبهم .
فنظر إليا القلم ونظرت إليا الصفحة البيضاء واتفقوا أن يتعاونوا معى وإرضائى ليخف عنى هذا الوجع والألم فاستكانوا وهدأو حتى أمسكت بهم وبدأت أسطر كلماتى تارة يجف القلم وتارة أخرى يجرح الصفحة وهى لا تتألم لأنهم أرق أحساسا وأدفئ مشاعرا من هؤلاء اصحاب الفعل الخبيث المحرم الذى نتج عنه روح بريئة نقية ليس لها اي ذنب بوجودها بأماكن لا تليق بطفولتهم ولا إنسانيتهم وكأنهم أكياس زبالة تلقى بأية أماكن.
وهنا سمعت حديث خفى بين القلم والورقة وهم يعبرون عن حالهم لقد اتينا طائعين وليس كارهين فاقضى ما أنت به قاض وسطر أنت ما تريد من كلمات لعلها تكون بداية الصلاح والفلاح للمجتمع وتنتهى هذه الظاهرة ويعود المجتمع إلى خالقه وديانته وثقافته .
هذه الظاهرة اصبحت في كل مدينة وكل قرية وكل حى وبرغم إختلاف الثقافات بين هذا وذاك واختلاف العادات والتقاليد بين الحضر والريف في جميع العلاقات والتعاملات البشرية كمجتمع مسلم يعلم جيدا الحلال والحرام.
لم تعد ظاهرة الحمل السفاح مخفية أو يتعامل معها في نطاقها الضيق والحديث الهامس عن القضية أصبح مسموعا في ظل أرقام وأخبار تؤكد أن الظاهرة أصبحت جديرة بتسليط الضوء عليها وإعطائها حقها من الأهمية ولاسيما أنها مسألة تمس أمن البلاد المجتمعي وتنعكس سلبا على الجانب الأخلاقي.
تكثر جرائم الحمل السفاح والإجهاض وما تجره خلفها من جرائم أخرى ترتكب بدافع شريف داخل المجتمعات المغلقة والشرقية نظراً الى أن الحمل السفاح والإجهاض يتم في السر غالباً وتجري أحداثه في الخفاء بشاعة هذا النوع من الجرائم اضافة الى كل ما قرأناه وسمعناه وأحياناً نشاهد بعض من الحالات التي تم اكتشافها بمحض صدفة عن وليد في حاوية وآخرفي بير سلم وثالث انتزع من فم كلب كان يهرول به على مكب قمامة وفي مطلق الرحمة يلتقطه أهل الخير من على باب جامع فيتبناه أحدهم أو يأخذوه الى دار رعاية الايتام .
هذه الظاهرة الهدامة في بنيان المجتمع نظراً لما تخلفه من بلبلة في الأنساب وتفكك في العلاقات الأسرية مع ملاحظة ما تفضي إليه جرائم الحمل السفاح من جرائم طبية ترتكب في العيادات السرية والغرف المغلقة لأطباء و صيادلة وهؤلاء قد تخلوا جميعاً عن أخلاقيات وأدبيات المهنة بامتهانهم الاجهاض وما يتبعه من عمليات ترميم كتجارة فاسدة يزداد ريعها باتساع مساحة الاستسهال واللامبالاة وانتشار أمواج الرذيلة فيحققون بذلك الربح الوفير والثراء السريع..‏
وإذا كانت مسألة العلاقات المحرمة خارج نطاق الزوجية مألوفة في مجتمعات كثيرة بعيدة عنا فإن انتقال تلك القضية إلى مجتمعنا يشكل التحدي الأبرز الذي يجب أن تعد له العدة لمواجهته ولاسيما أنه يتنافى مع قيم المجتمع والدين ويدق جرس الإنذار لحماية أبناء المجتمع من خطره الداهم أو حتى محاولات توريطهم في مثل هذه القضايا.
يعتبر الحمل سفاحاً عندما تتصل المرأة بالرجل سراً في غياب رابطة الزواج الشرعية والقانونية هناك العديد من الحالات تخشى عقوبة السجن والفضيحة فتنتهي مع انتشار هذه الجريمة وزيادة من لا يجرم ولا يحرم هذا الفعل يتوجب معه نشر الوعي والتحذير بخطورة هذا الجرم وما يترتب عليه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات المرئية والمسموعة والمقروءة .
لم اعد أعرف أن أحدد مشاعر الغضب في تلك اللحظة أوجهها لمن: للمرأة أم للرجل أم للقانون. لم يخطر في بالي حينها إلا صورة الطفل وحقه في أسره تحضنه وحياة طبيعية تستحقها الإنسانية
ما ذنبه ليحيى دون نسب أو أسره؟
ما ذنبه ليكون عائق مجهول الهوية؟
أترك السؤال لكم وللقانون والمجتمع؟!

كان زمان

فى 17 سبتمبر 2021

شارك الموضوع