22:15 - 19 نوفمبر 2018

حاورها: حيدر ناشي آل دبس

جمالها الآخاذ، ثقافتها ألعالية، تمكنها من أدواتها الفنية، كلها أسباب أدت إلى أن تكون (نجمة شباك) مثلما يقال، في الوسط الفني ألعربي، جاءت من تونس إلى مصر معبئة بفكر وأرث مسرحي كبير، فتفوقت على نفسها، متخليةً عن أحلام الاهل في خوض غمار ألسياسة. الفنانة المتميزة درة التونسية كان لنا معها الحوار التالي.

* بعد الدراسة والطموح السياسي تغيرت وجهتكِ إلى ألفن، ماهو السبب ألذي طرأ ليحدث هذا التحول عندكِ؟

– حبي للفن ورغبتي في أن أكون ممثلة كان موجود عندي منذ الصغر، لكن توجه الدراسة جاء بحكم تطلعات الاهل للعمل في المجال السياسي، وكذلك خوفهم ونظرتهم النابعة من التقاليد الاجتماعية العربية تجاه الوسط الفني، فأكملت دراستي في العلوم السياسية التي كنت متفوقة فيها وتحصّلت على شهادة الماجستير، إلا إنني كنت مترددة في الدخول إلى المجال السياسي، اذ لم يكن هذا طموحي، فلما أنتهيت من الدراسة، عدت إلى الحلم ألذي طالما راودني، فتفرغت للفن.

* السياسة والفن مرتبطان بعلاقة جدلية، إلا إن الاختلاف في طريقة الطرح، يا ترى ما هو الفكر السياسي ألذي يحوي حاضنة أبداعية برأيكِ؟

– فعلاً يوجد أرتباط بينهما، وهناك أعمال فنية كثيرة تطرقت إلى مواضيع سياسية، ومن خلال دراستي وجدت إن السياسة متداخلة في كل شيء، كعلم النفس وعلم الاجتماع وعلوم وجوانب أخرى في الحياة، والفن من ضمنها، لانه يعرض جوانب الواقع الاجتماعي والنفسي والتاريخي والثقافي… الخ، أما الفكر السياسي القائم على الحرية وأحترام حقوق الانسان هو الذي يرتقي فيه الفن ويكون حاضنة أبداعية حقيقية، فالديمقراطية هي التي تولد الفضاءات الواسعة للابداع.

* مر ألشعب العراقي بسنوات عصيبة جداً، لكن الفن العربي لغاية الان لم يتناول هذه القضية بشيء من الجدية، ما هي الاسباب بأعتقادكِ؟

– شخصياً أتمنى تناول معاناة الشعب العراقي فنياً بكل تفاصيلها، وذلك لاهمية هذا البلد على الصعد التاريخية والحضارية وأيضاً الاستراتيجية، إلا إنه لايمكن تسليط الضوء على ظروف العراق أن لم يقم العراقيون أنفسهم بطرح مشاكلهم وما مرّ عليهم.
إن عدم وجود صناعة سينمائية في العراق أثر بشكل سلبي على فهم طبيعة الصراعات والاحداث هناك، ليحدث هذا التقاعس بسبب إن أهل الشأن لم يطرحوا قضيتهم. فالذي حصل في بلدكم وصل إلى الناس من خلال وجهات نظر مختلفة، وهناك أشياء لغاية الان لم تتوضح، وتفاصيل كثيرة لا يعرفها الجميع، لان طريقة توصيل الوقائع جاءت عن طريق وسائل الاعلام التي تكون منحازة لجهة ما أحياناً، وليس من خلال الفن الهادف الذي يطرح المواضيع بحيادية تاريخية، وعلى الرغم من ذلك هناك تجارب تناولت قضية العراق، لكن المؤسف بالامر طُرح بعضها من وجهة نظر أمريكية، لذلك نتمنى وجود أعمال فنية برؤية عراقية وطنية، حتى يتناولها العرب وتكون لديهم دراية من المصدر ألذي عاش التجربة، وقد أطلعت على بعض الاعمال السينمائية العراقية (القصيرة والوثائقية) في المهرجانات ألتي حضرتها، لكنها لم تفي حق ما جرى في العراق.

* من المعروف إن التواصل المسرحي بين العراق وتونس كبيراً جداً، وأنتِ ممثلة مسرحية، كيف وجدتِ المسرح العراقي ومكانته العربية؟

– العراق وتونس لهما قدم السبق في المكانة المسرحية العربية، من حيث حضورهما المستمر وجودة مواضيعهما الهادفة، وهناك منافسة بينهما على الدوام، لكن للاسف لم تتاح لي فرصة مشاهدة العديد من الاعمال المسرحية العراقية، إلا إنني حينما عملت في المسرح مع فنانين تونسيين كبار، كانوا دائماً يتكلمون عن المسرح العراقي ويذكروا الامثلة على علو كعبهم في هذا المجال الذي تجاوز لديهم التلفزيون والسينما، لكن ألذي ينقصه التسويق والدعم والانتاج.
إن الشعبين العراقي والتونسي يمتلكان ثقافة أشمل من غيرهما في البلدان العربية، وهما من الشعوب التي تقرأ، لذا تطور لديهما الحس الفني المسرحي بأعمالٍ رسخت في الذاكرة المسرحية العربية.

* ماهي أعمال ألفنانة درة القادمة؟

– أنا الان بصدد أختيار سيناريو مناسب من بين العروض التي قُدمت لي، وسيتم العمل بمن يقع عليه الاختيار قريباً.

* كلمة أخيرة توجهيها إلى الشعب العراقي.

– كل الحب والشكر على المتابعة الكبيرة من الشعب العراقي لاعمالي، وكل الاحترام لهذا الشعب الذي مرّ بظروف صعبة جداً لكنه بقي صامداً، ومن المؤكد سأزور بلدي الثاني العراق في يوم ما، واللقاء بجمهوري الحبيب هناك.

شارك الموضوع