18:59 - 18 سبتمبر 2018

طارق سالم
نحن نعلم جميعا أنه طلت علينا وتفشت بالمجتمع لغة جديدة غير اللغة التى نتحدث بها ونعبر من خلالها على كل ما يدور بحياتنا المجتمعية وهي اللغة التى ينطق بها اللسان والذي خلقه الله لهذه المهمة حتى يعبر كل منا على حالة وقضاء حاجته بالحياة التى جعلها الله مقاعد ودرجات لخلقه .
• ولكن في هذه الأونة طلت علينا لغة بديلة عن التعبير الحسى والسمعى وهي لغة المال الذي أصبح بديل عن اللسان والذي اصبح هو المتحدث الرسمى لبعض من خلق الله من البشر اللذين عندما يرونه أو مجرد ما يحصلون عليه أو حتى على جزء منه تتوه منه المبادئ والقيم والأخلاق وتتغير لغته المعروفة إلى لغة مادية ليس لها أصل ولا هوية لأن المال أخرس وعاجز عن الكلام ولا حتى التعبير ولكنه وسيلة للعيش بالحياة وفقط لو كانوا يعلمون ولكن هنا تغيب العلم وتغيب معه داخلهم وظيفة هذا المال وأنه ليس هو الحياة وليس هو المتحدث الرسمى للإنسان وليس هو صاحب الكلمة العليا وليس هو الناصح الأمين لصاحبه وليس هو صاحب المبدأ والقيم ولكن هو يسطوا على كل هذا من خلال أصحاب الشهوة واصحاب العلو بالدرجات الدنيا واصحاب ضعاف النفوس اللذين أصبحت لغتهم المكتسبة هى لغة المال وهنا عميت أبصارهم واصبحت قلوبهم وعقولهم قاسية كالحجارة أو أشد قسوة لأنهم تخيروا الدنيا وحب المال ومتعته الفانية لأنها مهما طالت فهى إلى زوال لأن المال مال الله لو كانوا يعلمون وأنه قادر على سلب كل هذا لو أراد لهم الخير ولكنه سبحانه وتعالى تركهم يلهون ويلعبوايتمتعوا في ظلمات الحياة الفانية .
• وما نشاهده وما نسمعه في مجال كرة القدم المصرية لهو خير دليل على أن عندما ينطق المال يتغير الحال إلى حال .
• عندما حل مستثمر صاحب جاه ومال وسلطان وأراد أن يستثمر في مصر وخاصة بالرياضة قام بشراء نادى من مستثمر صغير مصري وضخ به أموال طائلة لا حصر لها غير بها حال النادي الصغير إلى أن اصبح نادي كبير بشراء لاعبين أجانب ومصرين من مختلف الأندية المصرية باسعار تعجب واندهش منها كل العاملين بالحقل الرياضى وأصبح يقطف كل ثمار الأندية بمصر من خلال الإغراء بالمال وتركهم بالعيدان دون سنابل ولا حتى أوراق .
• وبالفعل اصبح النادي من الأندية الكبرى والمنافسة لأكبر الأندية المصرية والتى لها تاريخ وطنى ورياضي ومجتمعى بمصروليس هذا وفقط بل الكل تهافت على اللحاق والإنتماء لهذا النادي بمجرد الإغراء المادي دون مراعاة المواقف والتاريخ والإنتماء الحقيقي وأنهم كانوا من عناصر هذه الأندية السابقة التى صنع تاريخهم الرياضي واكتسبوا شهرتهم المجتمعية من خلال مبادئ وثوابت وقيم أنديتهم التى كانت تنطق بكل المواقف .
• وليس هذا وفقط ولكن للاسف اصبح بعض المسئولين عن الرياضة بمصر تلهث وراء هذه اللغة ويريدون التقرب والتحدث والتمسح بمن خط هذه اللغة بمصر ويستمعون لها بكل دقة حتى اصبحت قريبة من قلوبهم وعقولهم وطغت على ألسنتهم التى تعبر وتشجع هذه التجربة وأنه لابد من العمل على نجاحها ومساعدتها وتذليل أى عقبة أمامها وتلبية كل طلباتها دون غيرها من الأندية الأخرى المصرية الأصل والتى هى اصل الرياضة منذ زمن بعيد .
وبرغم الحالة الإقتصادية التى تمر بها مصرنا الغالية والتى يعاني منها الشعب الذي بالكاد يدبر أمور حياته ومعيشته ويحمد الله عبى نعمه وستره وهو يعلم بحال بلده أنها تمر بظروف إقتصادية صعبة فصبر وتقشف وحرم نفسه من متاع الحياة لحين تحسن الأحوال الإقتصادية لبلده .
ولكنه عندما يري ويسمع ويقرا عن هذه اللغة الجديدة والتى عجز لسانه عن ترجمة كلماته والنطق بها وقف يتحسر وهو في دهشة من أمره ويقول بلسان حاله الطبيعى الله أمال بيقول فيه أزمة إقتصادية ليه وكل لاعب بيحصل على ملايين الدولارات والجنيهات في لعب كرة قدم واسمه بيلعب مش بيعمل ولا بيشتغل ولا بيخترع والشعب يا دوب عايش بالعافية الدخل بسيط لا يكفى لسد حاجة الأسر العادية برغم الكل يعمل ويكد في اصعب المهن وبحرارة الشمس وقسوة البرد ولا يحصل على ما يكفيه له ولأسرته ولا يجد فرص للمتعة بالحياة غير إلا جاي على أد إلا رايح بالعافية .
ولكن الكل حامد وشاكر ربه على نعمه وأيضا يحمد ربه على نعمة الكلام ونعمة اللسان العربي الأصيل وأنه لا يريد تعلم لغة أخرى قد تؤذي صاحبها يوما ما ويعلم أن متاع الدنيا قليل .
وللعلم ليس هذا بالرياضة وفقط ولكن تجلت هذه اللغة في نواحي الحياة المجتمعية وانتشرت وانتشر اصحابها بين الناس لدرجة تلفت النظر وتتحسر القلوب وتدمع الأعين من ضيق الحال والأخر يسر نظره وتتسع عينه برؤية هذا المال والتحدث بهذه اللغة وكأنهم خلق أخر من خلق الله .

كلنا مسؤول…

فى 12 أبريل 2020

شارك الموضوع