21:00 - 13 فبراير 2018

27750066_1626632980760449_5995141619246607310_n
كتب / محمدعوض عبدالجليل
(1) المرض :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ – البقرة 153 )
( لولا حوادث الأيام : لم يُعرف صبر الكرام ولا جزع اللئام )
المرض هو حالة آذى غير طبيعية تصيب الجسد البشرى أو أجزاءاً منه ، محدثة فيه إعتلالاً ووهناً وضعفاً فى وظائفه ، وإنزعاجاً وإرهاقاً وآلاماً متفاوتة للشخص المصاب
والمرض مقصود من الله عز وجل وهو سنة كونية تصيب كل المخلوقات حتى الجمادات منها ، وما الزلازل والبراكين والفيضانات إلا وهناً يصيب الأرض فيخرجها عن حالتها الطبيعية ويعطل بعضاً من وظائفها المعهودة ، ولقد خلق الله عز وجل الأشياء فثّبت خصائص بعضاً منها إستقراراً لنظامها وحرّك البعض الآخر تربية لأعز مخلوقاته الإنسان ، فللشمس وللأفلاك – توضيحاً – نظام حركة ودوران ثابتين ، وللأمطار وللمرض حركة يأتوا أو لايأتوا تبعاً لحكمته وقدرته ، وبذلك يكون المرض من أشد الأدوات التربوية الإلهية فعالية للإنسان ، لكونه حريصاً كل الحرص على وجوده وسلامة وجوده فإذا لاح له شبح مرض إندفع راكضاً إلى باب الله تائباً منيباً معتذراً مقبلاً معاهداً ، حتى أعتى الكفار له مع المرض حالاً آخر .
وللمرض فى الإسلام فلسفة عظيمة لو علمها المريض لذابت نفسه شكراً لله ، فما من داء إلا وأنزل له سبحانه دواءا ، ولرسولنا الكريم حديثاً معجزاً موجزاً جامعاً مانعاً هنا رواه مسلم عن جابر : ( لكل داء دواء فإذا أُصيب دواء الداء برأ بإذن الله ) .. فياأيها الأطباء جدوا وابحثوا واجتهدوا واسألوا الله التوفيق فى تشخيص الداء وكشف الدواء ، ويا أيها المرضى تفائلوا وإطمئنوا فما من مرض خلقه الله إلا وله دواء وادعوا ربكم أن يشفيكم لأن الداء لاينحسر ولن يفعل الدواء فعله إلا بأمره .
ونعم الله تُعرف بدوامها لابفقدها ، لذلك يعرف قيمة الصحة وأنها أكبر رأس مال من يمرض ، والمرض والصبر عليه بابان كبيران لرفع الدرجات وتكفير الذنوب المقترفة ، فقد أقسم سبحانه جل وعلا على ذلك فى حديثة القدسى : ( وعزتى وجلالى لاأقبض عبدى المؤمن وأنا أحب أن أرحمه إلا إبتليته بكل سيئة كان عملها سقماً فى جسده ، أو إقطاراً فى رزقه أو مصيبة فى ماله وولده ، حتى أبلغ منه مثل الذر ، فإذا بقى عليه شيئ شددت عليه سكرات الموت حتى يلقانى كيوم ولدته أمه ) .

شارك الموضوع