23:22 - 04 أبريل 2020

كتبت/ميرنا الروكى

شهدت معدلات الطلب على الشحن الجوى، انخفضا كبيرا خلال شهر فبراير الماضى، وذلك مع بداية انتشار فيروس كورونا المستجد ( كوفيد – 19)، وفرض قيود علي حركة السفر بين الدول، حيث أنها لم تؤثر فقط على نقل الركاب، بل امتد تأثيرها أيضا إلي قطاع الشحن الجوي حول العالم.

وأكد تقرير الاتحاد الدولي للنقل الجوى “اياتا” أن الآثار السلبية لأزمة فيروس كورونا المستجد ( كوفيد -19) بدأت خلال شهر فبراير علي طلب الشحن الجوي، حيث انخفضت بشكل كبير عمليات التصنيع فى الصين، واحدة من أكبر أسواق الشحن الجوي في العالم، بسبب قرارات إغلاق المعامل على نطاق واسع وفرض قيود السفر. 

وانخفضت طلبات التصدير العالمية إلى أدنى مستويات لها في التاريخ، حيث أشار المؤشر العالمي لإدارة المشتريات “PMI” إلى شبه انعدام الطلب من المناطق المتأثرة في الدول التجارية الرئيسية. 

وشهد قطاع الشحن الجوى خسارة للسعة المخصصة له، وذلك بسبب توقف عمليات السفر استجابة إلى التدابير الحكومية الناجمة عن جائحة الفيروس، والتي أثرت بشكل ملحوظ على سلاسل الإمداد العالمية.

كما انخفضت طلبات التصدير العالمية إلى أدنى مستويات لها في التاريخ، حيث أشار مؤشر العالمى لإدارة المشتريات “PMI” إلى شبه انعدام الطلب من المناطق المتأثرة في الدول التجارية الرئيسية ، بالإضافة إلي إنخفاض كبير في عمليات التصنيع في الصين، وهى واحدة من أكبر أسواق الشحن الجوي في العالم ، بسبب قرارات إغلاق المعامل علي نطاق واسع وفرض قيود السفر.

وسجلت سعة الشحن (والتي تقاس بطن الشحن المتاح لكل كيلومتر) انخفاضاً بنسبة 4.4% على أساس سنوي خلال شهر فبراير 2020 ،وبذلك لنفس الأسباب المؤدية لانخفاض الطلب والتي جرى تعديلها على أساس موسمى.

قال ألكساندر دو جونياك، المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوى: “شهد شهر فبراير ازدياداً ملحوظاً في انتشار فيروس كورونا، والذي أثر على معدلات الشحن الجوي، حيث انخفض الطلب المعدل موسمياً على الشحن الجوي بنسبة 9.1٪، وكانت شركات النقل في منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي الأكثر تضرراً بانخفاض معدّل موسمياً بنسبة 15.5٪، كما أدى تعطيل سلاسل التوريد العالمية إلى انخفاض الطلب ، لكن الاضطراب الكبير في حركة الركاب أدى إلى تخفيضات حادة في سعة الشحن، ويواجه القطاع تحدياً في تلبية الطلب المتبقي مع القدرة الاستيعابية المحدودة”.

وأضاف دو جونياك: “إن شهر فبراير أثبت على الدور المحوري الذي يلعبه قطاع الشحن الجوي في نقل الأدوية والمعدات الطبية، فضلاً عن دعم سلاسل التوريد العالمية، وذلك يجب على الحكومات التدخل السريع وإزالة العوائق التي تعيق عمليات الشحن ضمن الشبكة العالمية للشحن خلال الأزمة وضمان استمراريتها خلال فترة التعافي”.

وشهدت أوروبا انخفاضاً حاداً في نمو إجمالي أحجام الشحن الجوي على أساس سنوي في فبراير 2020، وسجّلت شركات الطيران في أمريكا الشمالية وآسيا والمحيط الهادئ انخفاضات معتدلة في حين سجلت كل من الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأفريقيا نمواً في معدلات الطلب على الشحن الجوي مقارنةً مع معدلاتها في شهر فبراير لعام 2019.

كما سجلت شركات الطيران في الشرق الأوسط نمواً في أحجام الشحن الجوي بنسبة 4.3% خلال فبراير 2020، وذلك مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، علماً أن ذلك ترافق بزيادة في سعة الشحن بنسبة 6%. وبالنظر إلى موقع الشرق الأوسط الذي يربط الطرق التجارية بين الصين وبقية العالم، فإن شركات الطيران في المنطقة هي عرضة للتأثر بشكل كبير بفيروس كورونا في الفترة المقبلة.

في حين سجلت شركات الطيران في أفريقيا أسرع معدلات النمو على مستوى كافة المناطق للشهر الـ12 على التوالي في فبراير 2020، حيث ازداد معدّل الطلب بنسبة 6.2% مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق. وساهم النمو في الممرات التجارية الأصغر بين أفريقيا وآسيا في تسجيل هذا الأداء الإيجابي. وسجلت السعة نمواً قدره 3% على أساس سنوي.

وشهدت شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ارتفاعاً في الطلب على الشحن الجوي بنسبة 2.2% خلال شهر فبراير 2020 بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، وانخفض الطلب على الشحن الجوي المعدل موسمياً بواقع 15.5% بالمقارنة مع شهر يناير ليصل إلى مستويات عام 2014، وذلك بسبب تفشي الفيروس. وإن السعة تقلصت حوالي 17.7% والتي تعد الأقل منذ العام 2013.

وكشفت شركات الطيران في أمريكا الشمالية عن انخفاض الطلب بنسبة 1.8% في فبراير 2020 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، علماً أن ذلك ترافق بزيادة في سعة الشحن بنسبة 4.1%، في حين سجلت حركة التجارة في المنطقة انخفاضاً بنسبة 2.4% على أساس سنوي بسبب توقف المعامل في أسيا.

أمّا شركات الطيران الأوروبية فقد سجلت انخفاضاً بنسبة 4.1% في الطلب على خدمات الشحن الجوي خلال شهر فبراير 2020، مقارنة بالفترة ذاتها في العام السابق، حيث كانت من أولى المناطق التي تشهد إلغاء الرحلات من وإلى أسيا ، وانخفض حجم السوق الداخلي حوالي 7.8% على أساس سنوي.

ومن المرجح أن الاضطرابات على سلاسل التوريد العالمي وتدابير مواجهة جائحة كورونا هي المسبب الأكبر لهذه الانخفاضات خاصة في المنطقة الشمالية لإيطاليا واحدة من أهم المناطق الصناعية الأوروبية، لتؤثر على سعة الشحن حوالي 3.8% في أوروبا على أساس سنوي.

وشهدت شركات الطيران في أمريكا اللاتينية زيادة في الطلب على الشحن الجوي في فبراير 2020 بنسبة 1.8% قياساً بالفترة ذاتها من 2019، وسجلت أحجام الشحن الجوي انخفاضاً 2.6% على أساس سنوي، ولم تتأثر هذه المنطقة بفيروس كورونا خلال شهر فبراير، إلا أن الاضطرابات في سلاسل التوريد والبنية الاقتصادية الهشة في بعض دول المنطقة قد ينجم عنها آثار سلبية على للشحن الجوى.

كان زمان

فى 17 سبتمبر 2021

شارك الموضوع