19:15 - 02 أبريل 2019


الإمارات العربية المتحدة – العين

كتب : عاطف البطل

على مقربةٍ من منزلي ، حيثُ مدينة العين الجميلة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي أعتبرها أَمارات بأن الله أودع خيره فيها ، ولا عجب ولا غرابة في ذلك ؛ فهي بلد زايد الخير ،الذي نفخر به جميعا ، ذاك هو شعور ينتاب كل قلب عربي مخلص، سواء أقام فيها، أم زارها ، أم سمع عنها ، فلا تكاد تمشي فيها حتى تشعر بنخيلها يحدثك ، وزهورها تناجيك ، بل تهمس في أذنيك قائلة : حتى نحن من أبناء زايد .

لم يكن ذهابي إلى المجلس الوطني للإعلام بمدينة العين بمحض الصدفة ، ولكنه كان عن قصد ، فبعد ترددي بالذهاب إلى هناك لمدة ثلاثة أيام ،حيث كنت أترقب ، بل أخشى ألا أجد ضالتي هناك ؛ فاضطر إلى الذهاب إلى أبوظبي .

بعد ذاك التردد الطويل قررتُ الذهاب إليهم صباحا،حيث قدتُ سيارتي ثُم وصلت إلى هناك في بضع دقائق ؛ لأنّ المسافة قريبة ، وبمجر دخولي سألني رجلُ الأمن ماذا تريد ؟ فقلت له مطلبي ، فأعطاني تذكرة الانتظار والتي أخذتها ولم أنتظر ، حيث كانت الغرفة خالية إلا من امرأة بشوشة الوجه ،كانت تجلس في مكانها منتظرةً خدمة العملاء ، وعلى بعد أمتار منها تقبع أواني منظرها جميل كأنها عروس قد زُينت ، تلك الأواني وضُعت فيها القهوة والشاي ، وبجانبها أكواب فارغة مع أكياس من السكر المتنوع.

دخلتُ مبتسمًا مسلِمًا عليها ، فأجابت السلام ، ورحبتْ أجملَ الترحيب ، وقبل أن أتحدثُ إليها طلبت مني أنْ أشرب ما يحلو لي من شايٍ أو قهوة ، فشكرتُها فوجدتَها تكرر ما قالتْه ، فلم أجد بُدا من الاستجابة لها فقمتُ بتناول كوب من الشاي؛ مجاملةً مني لكرمها ، ثم ذكرتُ لها سبب مجيئي إليهم ، فأخبرتني بأن أنتظر حتى تأتي امرأة أخرى ، لديها تفاصيل أكثر عما أطلبه ، وقامت على الفور بالاتصال عليها ولم تمر سوى دقيقةٍ واحدةٍ و كانت الأستاذة ” لمياء الشامسي “حاضرة ًمبتسمةً مرحبةً بي أجمل الترحيب ، ثم طلبت مني استكمال تناول الشاي ، وبعدها أخبرتها بما أريد ، فوجدت لديها جواباً شافيًا، وقامتْ بطباعة بعض الأوراق وإعطائها لي ؛ كي أقوم بتعبئتها ، وفي أثناء جلوسي على المقعد أمامها لمحتُ ورقةً ملونةً مطبوعةً بشكل خاص ، وقد كُتب عليها قائمة أسعار ، فاندهشت ،وسألت نفسي قائلا : أيعقل أن يكون ما وضع على الطاولة من قهوة أو شاي ينتظرني أدفع الثمن وعلى الفور امتدت يدي لتمسك بقائمة الأسعار الموضوعة أمامي ، وبمجرد قراءتها انفجرت ضحكا وبصوت عال قد يسمعه من بالخارج ، وإليكم ما كتب في قائمة الأسعار .

هذا المشهد الأخير قد حضراه رجلان ، أعتقد أن واحدا منهما يعمل في المجلس الوطني للإعلام ، بينما الآخر كان عميلا ينتظر إنهاء معاملته ، وقد تبادلنا أطراف الحديث جميعا في جو من الاحترام والمودة والابتسامة بل والسعادة بعدها آثرت أن آخذ صورة مع “سليفي ” السعادة ، وحق لي أن أفعل ذلك ، لأفاجأ بعدها بأن الذي التقط لي صورة هو المدير نفسه ، الأستاذ صيّاح الحميري ذو الابتسامة الجميلة .

إن من يعش على أرض الإمارات يدرك تماما الهدف من كلماتي السابقة ، فليس الهدف منها مجرد المجاملة- وإن كانت فهم يستحقون – وإنما الهدف منها شيئين اثنين ، أود من الجميع إدراكهما جيدا :

أولهما : تقديم كل التحية والتقدير والشكر لجميع العاملين في المجلس الوطني للإعلام بالعين ؛ لما يتمتعون به ، من حسن الأخلاق والتعامل الراقي ومقابلة العملاء بالابتسامة ، عملا بقول رسولنا العظيم -صلى الله عليه وسلم –ابتسامتك في وجه أخيك صدقة ، فهذه هي أخلاق الإسلام التي يجب أن تسود في مجتمعاتنا ، وعندما نتحدث عن ذلك لا ينبغي أن نتحدث فقط ، وإنما علينا أن نتبع ذلك كمنهج وسلوك ، نقوم بتطبيقه في حياتنا العملية ، وتعليميه لأولادنا

ثانيهما : تسليط الضوء على هذه النماذج المشرفة في تعامل الموظفين مع الجماهير ؛ لتكون قدوة ونموذجا يقتدي به الآخرون ، وما أحوجنا إلى ذلك !

كل الشكر للمجلس الوطني للإعلام بمدينة العين ومديره الفاضل ، صياح الحميري ، كل الشكر للأستاذة لمياء الشامسي ، كل الشكر للأستاذة مريم الشامسي والأستاذ أحمد الشامسي ، كل التحايا التي تليق بكم جميعكم .

شارك الموضوع